بقلم : مكرم محمد أحمد
يمكن أن تزدهر بعض الشىء أحوال بعض المدن تحت الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية ويتسع العمران ويروج بعض فئات المجتمع، ويمكن أن يكون جزءاً من خطة الفصل الجغرافى والسياسى والعقائدى بين الضفة وقطاع غزة أن تزدهر الحياة بعض الشىء فى الضفة وتسوء الى الدرك الأسفل فى غزة، حيث يمتنع تعمير ما خربه عدوان إسرائيل المتكرر، لكن الاحتلال هو الاحتلال وابغض صور الاحتلال الاحتلال الإسرائيلى جريمة العصر التى تلطخ جبين البشرية !.
أخيراً نجحت السلطة الفلسطينية فى أن تمكننا من زيارة مدينة الخليل بتصريح إسرائيلى خاص، والقاعدة فى مدن الضفة الغربية، ان المدن الخالصة للفلسطينيين تخضع فى أمنها الداخلى للشرطة الفلسطينية، لكن كل مدينة فلسطينية تحاصرها من الخارج نقاط المراقبة وحواجز التفتيش متحركة وثابتة ويمكن للقوات الاسرائيلية أن تقتحمها فى أى وقت !، أما فى المدن الفلسطينية التى يسكنها بعض المستوطنين فحياة الفلسطينيين ذل وإرهاب مقيم، الحواجز والموانع ونقاط المراقبة والتفتيش فى كل شارع وميدان وفوق كل تل ومرتفع.
وفى مدينة الخليل التى يسكنها 400 مستوطن يعيشون وسط 150 ألف فلسطينى تكاد الحياة تكون جحيما خاصة فى المدينة القديمة حيث يقع المسجد الإبراهيمى ويسكن المستوطنون الذين يشكلون النخبة النافذة فى عمليات الاستيطان، الزعماء والقادة وأرباب الجماعات السياسية المؤثرة والنخبة الأشد نفوذ، يسكنون وسط أزقة المدينة إلى جوار الحرم، معظم البيوت فى المدينة القديمة هاجرها سكانها الفلسطينيون هربا من حياة الذل التى يخضع فيها المواطن للتفتيش اليومى عشرات المرات وتجبره الشرطة الاسرائيلية على أن يبقى على بيته مفتوحا ليل نهار لا يغلقه أبدا كما يبقى عرضة للتفتيش فى أى وقت.
والجامع الإبراهيمى محاصر بشبكة من المواقع العسكرية والأسوار الشائكة والمدافع الرشاشة والأضواء الكاشفة ويعبر الفلسطينيون إلى الجامع عبر بوابات حديدية غليظة تكاد تخنق الأنفاس والجامع قسمان، قسم لليهود وقسم للمسلمين وفى المناسبات اليهودية يستولى الاسرائيليون على أغلب الجامع، وبسبب هذا الذل المقيم انخفض عدد المصلين المسلمين الى 300 مواطن يصرون على إقامة شعائر الصلاة فى مواقيتها رمزا للصمود والعناد والاصرار على البقاء مهما فعل الاسرائيليون !.