بقلم مكرم محمد أحمد
هل ينجح مؤتمر باريس الذى انعقد فى العاصمة الفرنسية الجمعة الماضى وضم 25وزيرا للخارجية، بينهم وزير الخارجية الامريكى جون كيرى الذى جاء ليراقب ويسمع ويتأمل وليس ليقود أويقرر! كما أعلن المتحدث الامريكي، فى اتخاذ موقف واضح يلزم إسرائيل استئناف التفاوض مع الفلسطينيين حول حل الدولتين دون شروط مسبقة، فى اطار برنامج زمنى واضح وملزم؟، ام ان تحالف إسرائيل وامريكا سوف ينجح فى تعويق عمل المؤتمر الذى يمهد لقمة سلام يحضرها قادة العالم بهدف تتويج مشروع تسوية سلمية للصراع العربى - الاسرائيلي.وما يزيد من اهمية اجتماع وزراء خارجية دول العالم فى باريس الذى يضم روسيا والصين والهند وكافة دول الاتحاد الاوروبى والشرق الاوسط، ان المبادرة العربية التى تقبل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها من كل الارض العربية المحتلة حاضرة بقوة تحظى بمساندة عربية شاملة، وإن كان نيتانياهو يشترط لقبول المبادرة العربية ان تعلن الدول العربية ابتداء اعترافها بإسرائيل كى تقوم إسرائيل بخطوة مقابلة لم يحددها رئيس الوزراء نيتانياهو!.
وربما يكون صعبا على الاسرائيليين الابقاء على موقفهم الرافض فى وجه معارضة دولية قوية لاستمرار احتلال إسرائيل للارض العربية!، خاصة بعد النداء القوى الذى وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كل القوى السياسية فى إسرائيل يطلب منهااستثمار الفرصة الراهنة من اجل تحقيق سلام شامل..، ومع ذلك لايبدو ان حكومة نيتانياهو فى موقف يمكنها من قبول حل يرضى الفلسطينيين ويدفعهم إلى استئناف التفاوض، فى ظل وجود ليبرمان وزيرا للدفاع ووجود حزب (إسرئيل بيتنا) ضمن تحالف الليكود الحاكم!،لكن الحقيقة المهمة التى يعرفها الجميع ان نجاح مؤتمر باريس يتوقف على قدرة الموقف العربى على التوحد وراء طالب محددة وتقترح حلولا واضحة فى مواجهة رفض إسرائيل المحتمل..، وأظن ان اقتراح فرنسا بعزمها على الاعتراف بدولة فلسطين داخل الامم المتحدة إذا رفضت إسرائيل التجاوب مع مبادرات السلام يصلح لان يكون خيارا بديلا يلتزم به المجتمع الدولى فى مواجهة إصرار إسرائيل على رفض اية حلول لاتصدر عن التفاوض المباشر بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي، بينما تضع إسرائيل العراقيل والشروط المستبقة كى تمنع هذا التفاوض المباشر، واول شروطها الجديدة الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.