بقلم : مكرم محمد أحمد
بعد يومين من اعلان الرئيس الجمهورى ترامب شكوكه فى قضية تغييرات المناخ واعتقاده بانها أقرب إلى الوهم من الحقيقة،أعلنت منظمتان علميتان امريكيتان تشتغلان بقضية المناخ فى بيان مشترك، ان عام 2016 كان الاشد حرارة منذ ان بدأت عمليات تسجيل درجة حرارة كوكبنا الارضى وتوثيقها عام 1880، وان درجة حرارة الكون والمحيطات عام 2016بلغت60.69 درجة فهرنهيت بزيادة 1.69 درجة عن متوسطات درجة حرارة الكون فى القرن العشرين التى لم تتجاوز 57درجة فهرنهيت، كما اكدت المنظمتان انه خلال عام 2016 وصلت درجة الحرارة القصوى فى إحدى المدن الهندية إلى 51درجة تعادل 123 درجة فهرنهيت بينما وصلت فى إحدى المدن الايرانية إلى 53درجة تعادل 127 فرنهيت، وانه منذ عام 2010ارتفعت درجة حرارة الكون والمحيطات 22درجة فهرنهيت بما زاد من معدلات ذوبان الجليد فى منطقة القطبين، كما اعلنت المنظمتان أن عامي2005 و2010شهدا ايضا ارتفاعا ملحوظا فى درجة حرارة الكون والمحيطات.
واكدت وكالة ناسا للفضاء، أن هذه المعلومات موثوقة ومؤكدة بنسبة تزيد على 95%، ويعنى ذلك ان قضية الانبعاثات الكربونية بسبب زيادة النشاط الانسانى تشكل بالفعل خطرا على مستقبل كوكبنا الارضى يتحتم على المجتمع الدولى مواجهته من خلال جهود فاعلة تضمن خفض هذه الانبعاثات الكربونية، وقد اكد معظم علماء المناخ ان تقرير المنظمتين العلمتين يشكل انذارا جديدا للبشرية يلزمها ضرورة تنسيق جهود الدول الصناعية من اجل تقليل حجم الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استهلاك الطاقة الحرارية حفاظا على كوكبنا البشري، لان الارتفاع المستمر فى درجة حرارة الكون والمحيطات سوف يؤدى إلى ذوبان جليد القطبين وارتفاع مستويات المياه فى المحيطات وغرق مساحات هائلة من سواحل الكرة الارضية فضلا عن زيادة ظاهرة الجفاف والاعاصير والفيضانات وتهديدها لحياة الانسان. وقد اكدت منظمتان علميتين اخريان هذه النتائج هما وكالة المناخ اليابانية ومركز هادلى فى بريطانيا بما يؤكد ان تغيرات المناخ اصبحت حقيقة واضحة مستمرة سببها زيادة النشاط الانسانى والاستخدام المتزايد للطاقة الحرارية، وبرغم انكار الرئيس ترامب ظاهرة التغير المناخى ووصفه لها بانها مجرد وهم، اكد وزير خارجيته ريكس تلرسون اعتقاده فى صحة ظاهرة تغيرات المناخ وضرورة تعاون المجتمع الدولى لتقليل حجم الانبعاثات الكربونية حفاظا على كوكبنا البشرى رغم معارضة رئيسه ترامب.