بقلم : مكرم محمد أحمد
يريد بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل عقاب العالم أجمع، لان مجلس الأمن أصدر قرارا صحيحا يدين بشدة عملية بناء المستوطنات على أرض الضفة والقدس، ويعتبرها عقبة كبرى امام قيام الدولة الفلسطينية، وقد استدعى سفراء الدول الـ 15، أعضاء مجلس الامن الدائمين وغير الدائمين ليتلقوا توبيخا من الخارجية الاسرائيلية على موافقة دولهم على القرار!، واتهم الرئيس الامريكى أوباما بالندالة والتآمر، ورفض ان يلتقى برئيسة وزراء بريطانيا فى دافوس، كما رفض زيارة رئيس وزراء أوكرانيا لإسرائيل، وطلب من وزير دفاعه ليبرمان ان تعلق إسرائيل مجمل علاقاتها بالسلطةالوطنية الفلسطينية!، وأعلن بوضوح قاطع انه لن ينفذ أيا من بنود هذا القرار، معتمدا على انحياز الرئيس الجمهورى الجديد الكامل لإسرائيل، الذى يعتبر مجلس الامن والامم المتحدة مجرد ناد ومكلمة يلتقى فيها الجميع!، ويعتزم إحداث تغيير شامل فى الموقف الامريكى فور توليه السلطة بعد 20يناير المقبل!.
ولابأس المرة من ان يشتط بنيامين نيتانياهو فى ردود أفعاله ويوبخ العالم اجمع على قرار مجلس الامن ويستفز الرأى العام العالمى على هذا النحو، لان ذلك يزيد من عزلة إسرائيل وينبه الجميع إلى مخاطر استهتارها بالقانون الدولى والنظام العالمى الذى لاتزال الامم المتحدة تلعب فيه دورا مهما فى حفظ الامن والسلام الدوليين، لكن نيتانياهو سوف يرتكب حماقة عمره لو رضخ لمطالب صقوره المتطرفين واعلن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى فى الضفة والقدس لإسرائيل ردا على قرار مجلس الامن،(150 مستوطنة كبيرة تضم 600 ألف مستوطن فى الضفة والقدس)،وذهب أبعد من ذلك فى شططه ليضم ايضا نقاط الاستيطان غير المشروعة! (مائة نقطة استيطان مقامة على اراض تم اغتصابها من الاسر الفلسطينية)!.
وهذا ما يقلق معظم قادة إسرائيل لان حماقة نيتانياهو سوف تزيد من عزلة الدولة الاسرائيلية، وتساعد على تكتيل جهود ومواقف المجتمع الدولى لمناهضة سياسات الاستيطان،خاصة مع ردود الافعال المحتملة من جانب جموع الفلسطينيين الذين يختزنون غضبا هائلا يمكن ان ينفجر فى انتفاضة جديدة، أو يدفع بمؤسسات المجتمع المدنى الفلسطينى وفى مقدمتها مجالس الأحياء والمدن وتجمعات الأندية والشباب والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية إلى استثمار قرار مجلس الأمن والذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، يرفعون عشرات بل مئات القضايا ضد قادة إسرائيل إذا ما تقاعست السلطة الفلسطينية عن القيام بهذا الدور، استنادا إلى ان الاستيطان يشكل جريمة حرب تستهدف تغيير الواقع الجغرافى والسكانى للأرض المحتلة.