توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوقت قارب على النفاد

  مصر اليوم -

الوقت قارب على النفاد

القاهرة - مصر اليوم

 أكبر الأخطاء التى يمكن أن تقع فيها طهران الآن، أن تتجاهل الأسباب الحقيقية لأزمتها الراهنة التى دفعت المحتجين إلى الخروج فى أكثر من 70 مدينة إيرانية بينها طهران وخورمنشاه وشيراز ومشهد، ليهتفوا بسقوط النظام ويطالبوا بالموت للمرشد الأعلى خامنئى، ويستنكروا الإنفاق الباهظ على حزب الله اللبنانى والحوثيين فى اليمن بينما تتضور فئات عديدة من المجتمع الإيرانى جوعاً، وتعلق كل أسباب الفشل الداخلى على تآمر قوى الخارج بمن فيهم إدارة الرئيس الأمريكى ترامب والإيرانيين فى المنفى، بما يعنى أن الرسالة الصحيحة لم تصل إلى الحكم، وأن الحكم لا يزال يخدع نفسه ويصدق أن ما يجرى على امتداد عشرة أيام من قتلى جاوز عددهم 500 قتيل فضلاً عن آلاف الجرحى محض مؤامرة تم تدبيرها فى الخارج، ورغم بعض الاعترافات التى صدرت عن الرئيس حسن روحانى تؤكد أن الشارع الإيرانى الغاضب يرفع بعض المطالب العادلة والصحيحة فإن معظم الحوزة الحاكمة تصر على أن واشنطن هى الفاعل الأصلى، واتهم المدعى العام الإيرانى عباس جعفرى أمس واشنطن بأنها هى التى خططت لتنفيذ هذه الإضرابات كى تتواصل ليل نهار حتى تنهار قوات الأمن والشرطة وينهار النظام السياسى، وقال الجعفرى إن ألبانيا كانت مركز قيادة العمليات ضد إيران خاصة مواقع التواصل الاجتماعى التى تدعو إلى إعلان العصيان المدنى، وأن الأطراف الضالعة فى المؤامرة تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل .

ورغم خروج بعض المظاهرات فى عدد من دول الغرب والولايات المتحدة تدعو إلى مساندة المحتجين فى المدن الإيرانية ودعم مطالبهم فى التغيير وإقامة حكم ديمقراطى على أسس العدالة والحرية، فإن سير الأحداث يؤكد أن أولى المظاهرات خرجت فى مدينة مشهد بتحريض من المحافظين ضد حكومة الرئيس حسن روحانى، لكن الموقف ما لبث أن تغير بخروج المحتجين فى 70 مدينة إيرانية ضد الحوزة الحاكمة بكاملها سواء فى ذلك المحافظون أو الإصلاحيون، وأظهرت عشرات من مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع فيديو لمواطنين إيرانيين يحرقون بطاقات الهوية الخاصة بهم فى أسلوب احتجاجى جديد أو يحرقون فواتير الماء والكهرباء معلنين أنهم لن يدفعوا قيمة هذه الفواتير، وأنهم مستمرون فى انتفاضتهم لن يوقفهم القمع الأمنى، كما تتوقع وكالة الاستخبارات الأمريكية استمرار التظاهرات رغم نفيها الضلوع فيها .

وثمة ما يشير إلى أن بعض المسئولين الإيرانيين يدركون حجم الخطر القادم إذا ظلوا على خلافاتهم الراهنة دون محاولة الوصول إلى حد أدنى من الاتفاق يساعد فى نزع فتيل الأزمة، أول عناصره رفض قوائم الأسعار التى تقترحها الحكومة وإعادة النظر فى أى مقترح يتعلق بالموازنة يمس معيشة المواطن ويزيد من وطأة الحياة على أصحاب الدخول المحدودة، وإعادة النظر فى السياسات الاقتصادية الراهنة التى أدت إلى إفلاس كثير من مؤسسات الائتمان وضياع أموال المسهمين وأغلبيتهم من أصحاب المدخرات الصغيرة، وتقليص موازنة الحرس الثورى التى جاوزت 8 مليارات دولار، والحد من الإنفاق الباهظ على تصدير الثورة إلى الخارج ووقف المعونات الصخمة لحزب الله اللبنانى وللحوثيين فى اليمن وللأذرع العسكرية العديدة التى تعمل فى الخارج .

وبرغم صحة المطالب فإن السؤال المهم، هل يمكن للنظام الإيرانى أن يتوافق على تنفيذ هذه المطالب ومعظمها إن لم يكن جميعها يتطلب ضبط التوسع الإيرانى خارج حدود إيران وانكماش دورها فى حدود قدرتها المالية مع توقع المزيد من العقوبات الدولية على برامجها الصاروخية ومساعداتها عددا من المنظمات الإرهابية، كما أن الجناح المحافظ للحكم يعتقد أن مثل هذه السياسات من شأنها إضعاف الحكم وتمكين أعداء الدولة الإسلامية من النفاذ إلى داخلها، وأن الدفاع عن الثورة الإسلامية يتطلب مد نفوذها إلى الخارج وليس الانكماش داخلها .

ويدخل ضمن العناصر المهمة فى الموقف، أن الإيرانيين ضاقوا ذرعاً بالحوزة الحاكمة وأساليبها، ولم يعد فى وسعهم انتظار المزيد، وهم يطورون كل يوم أساليبهم فى المقاومة بما يمكنهم من الاستمرار فى حركاتهم الاحتجاجية وتوسيعها خاصة أن قضية المحافظين والإصلاحيين لم تعد تقنع كثيرين رأوا خيبة الأمل تتكرر أكثر من مرة، فى ظل التوازنات الراهنة التى تعطى الغلبة للمحافظين الذين يملكون الجيش والحرس الثورى والأمن والمخابرات والإعلام، وسلطة الفقيه التى تجب كل السلطات، وما يجعل التغيير أمراً وارداً أن مساحة تأييد الحوزة الحاكمة تزداد تقلصاً وأنها تفقد مع كل محاولة احتجاجية جزءاً مهماً من سلطتها المطلقة على الحياة والناس، إلى حد أنها فى انتخابات الرئاسة الأخيرة فشلت فى أن تجىء بمرشحها الرئاسى إلى سدة الحكم ونجح حسن روحانى رغماً عن أنف المرشد الأعلى على خامنئى، وأظن أنها المرة الأولى التى يتم فيها استهداف المرشد الأعلى على هذا النحو المباشر بما يؤكد أن الوقت قارب بالفعل على النفاد .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوقت قارب على النفاد الوقت قارب على النفاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon