بقلم :مكرم محمد أحمد
فى ردوده على اسئلة برنامج (اسأل الرئيس) الذى اصبح اهم سمات مؤتمرات الشباب، حيث يتلقى الرئيس على امتداد أكثر من ساعتين وعلى الهواء مباشرة اسئلة المواطنين من كل ربوع مصر بعفويتها وصراحتها، ولغتها المباشرة المجردة من زخرف الكلمات، ساخنة حية تنبع من آهات القلوب، تحمل مصاعب الحياة وآلام الناس فى فترة عصيبة من تاريخ مصر، فى ردوده على هذا الكم الكبير من الاسئلة، نجح الرئيس السيسى بشفافيته العالية وعاطفته الجياشة ومنطقه الواضح الصريح ومعرفته الدقيقة بكل تفاصيل الحياة المصرية ومصداقية مواقفه التى تخترق كل الحواجز لتخلق حالة نادرة من الحوار الإنساني، تكاد تكون رسائل من القلب الى القلب مخلصة وثرية، جادة فى الأغلب وربما تكون موجعة لكنها لاتخلو من مفارقات تدعو الى الضحك، ترطب المناخ وتغمره ودا حميميا، يجمع السائل والمسئول فى بوتقة شراكة واحدة، لأن المسئولية هى مسئولية الجميع، الدولة والمجتمع، الفرد والمجموع، الحكومة والمواطن، لا بديل عن تعاونهما لدحر الارهاب وهزيمته، واستعادة الدولة الغائبة، وإعادة الاحترام الى القانون، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وعبور تلال المشكلات التى تحاصر الحياة المصرية، والمضى قدما على طريق الإصلاح الى أن نصل الى شاطئ الامان على مرمى حجر من أبصارنا.
دافع الرئيس السيسى بجدارة وثقة واستحقاق عن إنجازات حكمه على امتداد السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا للذين ربما اصابهم داء النسيان بأزمة الكهرباء قبل 4 سنوات وكيف تم تجاوزها بحل حاسم وعمل شاق تكلف المليارات من الجنيهات، وبتحديث شبكة الطرق القومية السريعة التى تمثل شرايين الحياة لمصر الجديدة وتكلف إقامتها ألف مليار جنيه، وانحسار فيروس «سي» الذى كان يملأ البيوت المصرية رعبا بعد ان تجاوزت نسبة الاصابة به 30 فى المائة من سكان الكثير من المحافظات، واستحكام ازمة السكن التى انفرجت فى غضون ثلاثة اعوام لنصل الى حافة الإشباع بما يمكن كل فرد يريد سكنا من الحصول عليه، والهبوط المتواصل فى نسب البطالة التى كانت قد وصلت الى أعلى معدلاتها «14 فى المائة» خاصة بين المتعلمين، لأن مصر استطاعت ان توجد فى غضون سنوات حكمه اكثر من ثلاثة ملايين فرصة عمل جديدة لشبابها، يعملون فى المشروعات القومية الكبرى وغيرها من المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تغطى كل انحاء مصر، الى حد انه فى بعض الحالات لا تتوافر الشركات التى يمكن ان تنهض بهذا الحجم الكبير من الاعمال، فضلا عن غياب الأمن الذى هدد حياة المواطنين فى ظل الفوضى المدمرة التى اجتاحت البلاد على مدى هذه السنوات الى ان استعادت مصر بعض عافيتها وتحقق لها قدر وافر من الأمن والامان يترسخ الاستقرار فى ظله يوما وراء يوم.
نعم شرب المصريون مر الدواء وتحملوا ما لا يستطيع شعب آخر ان يتحمله، صابرين راضين أملا فى فرج قريب.. احيانا يتململون ويشكون لكنهم يعرفون جيدا ان تراكم المشكلات على فترات زمنية طويلة دون حلول جذرية زاد الوضع سوءا ولم يترك خيارا آخر للمصريين سوى المواجهة الصحيحة لجذور المشكلة التى تكمن فى اننا نستورد بأكثر مما نبيع ونصدر، ونستهلك بأكثر مما ننتج، وننفق بأكثر من دخولنا، وما من حل الآن سوى ان نواجه انفسنا بصراحة لنخرج من حالة الفوضى والانهيار، نستعيد تماسكنا الاجتماعى ونسترد الدولة القوية، ونخوض معركة التنمية بكل قوة الى جوار حربنا على الإرهاب، نصلح مليون فدان جديدة ونبنى عدة مدن كبرى سوف تكون الاجمل والاكثر تحضرا، ونواصل حربنا على الارهاب الذى ينحسر بقوة فى سيناء ونطارد فكرة التطرف فى معركة لاتزال مستمرة وسوف نحتاج المزيد من الوقت لكننا باليقين نمضى على طريق واضح وصحيح، نعرف غايتنا ونمتلئ عزما وتصميما وباليقين سوف ننجح وسوف ننجح باذن الله.
أخى المواطن، انظر حولك ودقق النظر كى ترى كيف تتغير الحياة فى مصر الى الافضل رغم المتاعب التى لانزال نكابدها، وثق ان السيسى يصدقك القول عندما يؤكد لك ان الازمة الى زوال وفرج الله قريب.