توقيت القاهرة المحلي 04:26:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعة الإخوان وقرار القدس !

  مصر اليوم -

جماعة الإخوان وقرار القدس

بقلم : مكرم محمد أحمد

 تتصور جماعة الإخوان أن القرار الأمريكى، الأحادى الجانب الذى رفضه العالم أجمع، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يمكن أن يشكل لها مخرجاً مهماً من أزمتها الراهنة، يساعدها على خداع الرأى العام العربى والإسلامى، ويعطيها شهادة ميلاد جديدة بأن تجول وتصول مرة أخرى باسم القضية الفلسطينية، تدعو إلى ضرب المصالح الأمريكية وإحراق السفارات الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة، وتنشر الفوضى من جديد فى العواصم العربية، لعلها تتمكن فى غمار هذه الفوضى من أن تسيطر على الشارعين العربى والإسلامى، أو النفاذ إلى الحكم فى أى بلد عربى. عينها الدائمة على مصر رغم أن المصريين جربوا حكم الجماعة لمدة عام، واكتشفوا أبعاد وجهها القبيح، عندما تسيطر على مفاصل الدولة وتعمل على إقصاء الجميع بقسوة بالغة كى تنفرد بالسلطة، وتشن الحرب على القضاء، ابتداء من المحاكم الابتدائية، التى تم إغلاقها بالجنازير، إلى المحكمة الدستورية العليا، التى تم حصارها، وتحرق جميع أقسام الشرطة وتنهب محتوياتها كى يسيطر الهلع على الناس ويغيب الأمن وتشن حربها على القوات المسلحة، تستعين على ذلك بجماعات الإرهاب القاعدة أو داعش لا فرق . والواضح للجميع أن جماعة الإخوان لم تتعلم شيئاً من أزمتها الراهنة عندما دعت بالفعل، عقب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى إشعال الحرائق فى كل مكان، وتدمير المصالح المصرية والأجنبية وتمزيق القوات المسلحة، واعتبارها العدو الأول الذى يتحتم تشويهه والتشهير به وكيل الاتهامات الجزافية له، رغم الإنجازات الضخمة التى يحققها الجيش لمصلحة شعبه فى مجالات التنمية المختلفة، فضلاً عن معركته الكبرى ضد جماعات الإرهاب وأولها جماعة الإخوان، هدفها من ذلك إضعاف الدولة المصرية وإضعاف الروح المعنوية لقواتها المسلحة، وتفكيك الجبهة الداخلية وإحباط المصريين فى فترة يحتاج فيها المصريون إلى تعزيز وحدتهم وتحقيق المزيد من التضامن العربى، وشد أزر القوات المسلحة كى تنهض بمهامها . ولأن العالم بكامله يتضامن مع العرب فى رفضهم القرار الأمريكى الذى يعارض الشرعية والقانون الدولى ومقررات مجلس الأمن والجمعية العامة، فإن المعركة فى الأغلب سياسية تتطلب حشد كل الجهود الدولية لمنع أي دولة من إصدار قرار يماثل القرار الأمريكى وإدانة القرار الأمريكى، أمام مجلس الأمن ودمغه بالعدوان على حقوق الشعب الفلسطينى واستباق التفاوض المباشر بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى باعتبار القدس من قضايا الحل النهائى، التى لا يجوز فيها إصدار قرار أحادى الجانب يفرض واقعاً جديداً على الأرض، ولأن العالم بكامله يدين قرار الرئيس ترامب ويرفضه تصبح المهمة الأولى لمصر والعرب الحفاظ على هذا التأييد العالمى، الشامل، وهزيمة القرار الأمريكى داخل مجلس الأمن، وإثبات أنه قرار منعدم، لا ينتج أثرا،ً وليس كما تطالب جماعة الإخوان بنشر العنف وإعادة الروح إلى جماعات الإرهاب، بعد أن كادت تلفظ أنفاسها، ومن ثم فإن كل الدعاوى تهدف إلى إحياء العنف والإرهاب تحت شعارات المقاومة، وهى دعاوى خبيثة تهدف إلى خفض هذا التأييد الواسع الذى يحظى به العرب فى قضية القدس، الذى يكاد يشمل العالم أجمع . ثم ما الذى تريده جماعة الإخوان من نشر دعاوى الفتنة والعنف وإحراق المصالح العربية والأجنبية أكثر من تخريب البلاد وتجريدها من كل صديق، وتجريف مواقفها من كل عناصر القوة، وأظن أن أقصر الطرق لتحقيق هذه الأهداف هو الدعوة للعنف والكراهية بدلاً من اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتقويض أى شرعية للقرار الأمريكى وحصاره بحيث يظل معزولاً فى إسرائيل والولايات المتحدة إلى أن يتم إلغاؤه أو تعديله .

ولا أعرف إن كانت جماعة الإخوان، التى اتخذت قضية فلسطين والقدس منذ بداية تاريخها السياسى وعبر 80 عاماً من العمل السرى، ذريعة للحكم والوصول إلى السلطة، تدعو للقتل والعنف والاغتيالات دون أن تحرر بوصة واحدة من أرض فلسطين التى جعلتها ذريعة وساحة لتدريب عناصرها .

مع الأسف تتصور جماعة الإخوان أنها يمكن أن تعاود أسطوانتها الفاشلة مرة أخرى، بعد أن عرفها المصريون، وتأكدوا من أن هدفها الوحيد هو الوصول إلى السلطة، وأن فلسطين لم تكن بالنسبة لها أكثر من ساحة تدريب على أعمال القتال أو العنف، وبرغم أن الجماعة عاودت التجربة نفسها فى أفغانستان فلم ينجح الأفغان العرب فى الوصول إلى السلطة وأخفقت الجماعة الإسلامية، التى هى فى الأصل أحد أجنحة جماعة الإخوان فى تحقيق أى من أهدافها، تتصور جماعة الإخوان أن الفرصة ربما تكون سانحة للمرة الثالثة بعد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية، لكنه عشم إبليس فى الجنة، لأن المصريين أدركوا أبعاد اللعبة، وكشفوا تاريخ تآمر جماعة الإخوان مع إدارة أوباما فى أحداث ثورة يناير، وظهر للعالم أجمع حجم المؤامرة فإن الهدف الوحيد لجماعة الإخوان هو الوصول إلى السلطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة الإخوان وقرار القدس جماعة الإخوان وقرار القدس



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon