توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يشعل جذوة الإرهاب

  مصر اليوم -

ترامب يشعل جذوة الإرهاب

بقلم : مكرم محمد أحمد

 أكثر ما يخشاه الإنسان أن تكون إدارة الرئيس الأمريكى ترامب الأكثر انحيازا لإسرائيل قد وقعت ضحية الموساد الإسرائيلى، وصدقت بالفعل أن قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية، عاصمة أبدية لدولة إسرائيل الأحادى الجانب والذى أثار قلق العالم أجمع، سوف يمر دون صعوبات تذكر وأن جميع أذرع أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أنه لا توجد معلومات دقيقة بأن رد الفعل سوف يكون عنيفاً، وأن الفلسطينيين والعرب يهددون بمسدس فارغ، وأن الرأى العام العربى مشغول فى قضايا الصراع بين السعودية وإيران فى اليمن ولبنان، وأن المسلمين منقسمون على أنفسهم سنة وشيعة لاهون عن القدس يحاربون بعضهم بعضاً، وأن الفرصة سانحة لصدور قرار ترامب دون عواقب تذكر بينما تؤكد كل الشواهد أن القرار الأمريكى سيتسبب فى إضطراب سياسى ضخم فى الشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه سوف يشعل جذوة العنف والإرهاب، وأن ترامب الذى ينحاز بشكل أعمى لإسرائيل يستهتر بعواقب قراره رغم موقفه السياسى الهش بين الناخبين الأمريكيين بينما تتساءل نسبة كبيرة من الأمريكيين ما الذى سوف تستفيده الولايات المتحدة من هذا القرار الذى يعمل مخاطر ضخمة.

والواضح أن القرار يلقى غضباً غير مسبوق ورفضاً شاملاً فى العالم العربى، ابتداءً من الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى أعلن رفض القرار لأنه لا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، إلى الملك عبدالله ملك الأردن الذى حذر من خطورة أى قرار أمريكى يصدر خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى مصرحيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خطورة العبث بالوضع القانونى للقدس فى إطار القرارات الدولية، وضرورة عدم تعقيد الوضع من خلال إجراءات أحادية تقوض فرص سلام الشرق الأوسط، بينما أكد العاهل السعودى الملك سلمان فى حديث تليفونى مع الرئيس الأمريكى ترامب أن القرار خطوة خطيرة تستبق الوصول إلى تسوية نهائية، وسوف يضر بمفاوضات السلام وسوف تكون له تداعيات بالغة الخطورة فضلاً عن أن يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين كافة.

وتظهر ردود الأفعال فى العالم أجمع عزلة الموقف الأمريكى الذى لا يلقى أى مساندة من أى عاصمة عالمية سوى إسرائيل، وتعارضه كل الدول فى كل بقاع الأرض، ومعظم المؤسسات الدولية والمدنية، إبتداء من الاحاد الأوربى الذى يراه خطوة أحادية الجانب لها انعكاسات سلبية على العالم سيؤثر سلبيا على عملية السلام إلى ألمانيا التى حذر وزير خارجيتها سيجمار غابر بيل من عواقب القرار الذى يحمل فى طياته مخاطر ضخمة المدى فضلاً عن أعمال عنف ومظاهرات ضخمة فى القدس والضفة وقطاع غزة، كما أكدت كندا أنها سوف تبقى على سفارتها فى تل أبيب ولن تنقلها إلى القدس، حتى بريطانيا حليف الولايات المتحدة الأول رفضت القرار لأن القدس ينبغى أن تكون جزءا من التسوية النهائية، واعتبرت تركيا القدس خطا أحمر وهددت بقطع العلاقات مع إسرائيل، كما إعتبر الرئيس الفرنسى ماكرون قرار ترامب أحادى الجانب وأن القدس جزء من الحل النهائى يتحدد مصيرها فى إطار مفاوضات مباشرة .

أما جماعة الإخوان فى الأردن فقد زايدت على الجميع بإحراق المصالح الأمريكية وإحراق سفارة إسرائيل فى عمان، على حين أعلن الشيخ أحمد الطيب دعم الأزهر الشريف الذى سيقدم كل إمكانياته لحماية المدينة المقدسة .

وبرغم أن القرار الأمريكى يجسد القانون الإسرائيلى الذى يعتبر القدس بشقيها الغربى والشرقى موحدة بصفتها عاصمة أبدية لإسرائيل، فإن القرار الأمريكى يخالف ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التى تدعو إسرائيل لإلغاء جميع تدابيرها لتغيير وضع القدس أو تبديل معالمها أو ضمها لإسرائيل كما لا يجوز نقل السيادة لإسرائيل كدولة محتلة .

ورداً على خطاب ترامب فى البيت الأبيض الذى أعلن فيه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن إعلان ترامب يشكل إنسحاباً رسمياً لواشنطن من عملية السلام، كما دعت القوى الفلسطينية إلى الإضراب العام، كما أعلنت تركيا عن إجتماع قمة للدول الإسلامية يعقد فى إسطنبول الأربعاء المقبل، ورفضت الخارجية المصرية القرار كما رفضت أى آثار يمكن أن تترتب عليه كما رفض القرار جميع الدول العربية ومعظم دول العالم.ولا أظن أن قرارا غبيا أحمق مثل قرار ترامب سوف يمر دون ردود أفعال ضخمة تغير خريطة الشرق الأوسط، ودون عنف يشعل جذوة الإرهاب من جديد.
العرب اليوم
مكرم محمد أحمد
دونالد ترامب
الموساد الإسرائيلى
تل أبيب

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يشعل جذوة الإرهاب ترامب يشعل جذوة الإرهاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon