توقيت القاهرة المحلي 08:56:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آفاق واسعة لقمة الظهران!

  مصر اليوم -

آفاق واسعة لقمة الظهران

بقلم - مكرم محمد أحمد

 فى التقويم الأخير لقمة الظهران العربية، يُمكن أن نقول صدقاً لا مجال فيه لأى من صور البهتان أو النفاق أو المجاملة، أن قمة الظهران صححت على نحو قاطع بوصلتها عندما جعلت القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الأولى، وخصتها بسبع فقرات شجاعة جعلتها صاحبة الحيز الأكبر من الإهتمام العربى، ليس فقط من حيث مساحة النص أو من حيث تسميتها باسم قمة القدس ولكن من حيث شمول القرارات وشجاعتها ورفضها البات لقرار الرئيس الأمريكى ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتأكيدها أنه لا سلام بدون قيام دولة فلسطينية على الأرض التى جرى إحتلالها عام 67 عاصمتها القدس الشرقية، وأن الإرهاب والتدخلات الخارجية الإيرانية تُشكل بالفعل خطراً على الأمن القومى العربى لكنه لا يستلب مكانة القدس، وأن ما يشيعه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل من أن علاقات إسرائيل مع العرب على ما يرام، لا يهددها بقاء القضية الفلسطينية دون حل، كذب وتضليل ومغالطة، لأنه ما من شأن أخر يسبق أولوية القدس.

ولا أدل على تضليل إسرائيل وبهتانها من محاولات الصحافة الإسرائيلية تهميش الموضوع الفلسطينى فى قمة الظهران والتأكيد على أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية مستمر بغض النظر عن القضية الفلسطينية!، رغم تأكيدات رياض المالكى وزير خارجية فلسطين بأن القادة العرب تبنوا كل القرارات التى إعتمدها وزراء الخارجية العرب دون تحفظ أو تعديل، بما فى ذلك قرارات دعم القدس ودعم وكالة غوث اللاجئين بإعتبارها قضية العرب المركزية، وما يؤكد إجماع العرب على هذه القرارات «إعلان الظهران» الذى صاغته الخارجية السعودية منفردا، ولقى إجماع العرب الشامل وموافقاتهم, وحمل المعانى ذاتها التى تؤكد وحدة الموقف العربى من القضية الفلسطينية فضلاً عن حضور عدد مهم من القادة العرب المناورات الختامية لقوات درع الخليج التى تؤكد ضرورات التنسيق والتعاون والتكامل العسكرى والأمنى المشترك, حفاظاً على أمن المنطقة وإستقرارها وتأكيداً على رفع الجاهزية العسكرية من أجل ردع كل الطامعين والمعتدين على الأرض العربية. وبرغم تطابق مواقف العرب من القضية الفلسطينية بما فى ذلك تأكيدهم على القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين بدونها يتعذر وجود سلام شامل، وضح للجميع أن الأمر مُختلف مع المشكلة السورية التى تتباين حولها رؤى عربية كثيرة, تتراوح ما بين الإدانة المطلقة لنظام بشار الأسد وإعتباره مسئولاً عن العدوان الكيمائى على بلدة دوما، إلى من يأخذون موقف الحياد إنتظاراً لتقارير المفتشين الدوليين لوكالة حظر الأسلحة الكيماوية الذين لم يتمكنوا بعد من دخول مدينة دوما للتحقيق فى واقعة إستخدام الغاز السام، إلى من يساندون الحكومة السورية ويبرئون ساحتها، بما يؤكد عدم توافق العرب على مفهوم واحد للأمن القومى العربى يساعد على توحيد مواقفهم من القوى الإقليمية فى الجوار خصوصاً تركيا وإيران، ويقلل حجم التدخلات الخارجية فى شئونهم الداخلية ويصون أراضيهم من أطماع هذه الدول التى تحتل أراضى دولتين عربيتين.

وثمة ورقتين مهمتين سوف تكونان موضع نقاش عميق داخل الجامعة العربية ، ورقة سعودية تُشكل حيثيات إعلان الرياض، وورقة أخرى قدمها أحمد أبوالغيط للرؤساء العرب عن مخاطر تحديات الامن القومى العربي، إضافة إلى ملاحظات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها فى قمة الظهران, ويأمل الجميع فى أن يساعد النقاش العميق الذى يجرى فى مقر الجامعة العربية فى غضون الشهر القادم على بلورة وجهة نظر متكاملة لتحديات الأمن القومى العربى يمكن أن يتوافق الجميع على خطوطها العريضة.

والأمر المؤكد أن نجاح قمة الظهران فى تصحيح بوصلة القضية الفلسطينية وسعيها المشترك إلى توسيع حجم التوافق العربى حول قضية الأمن العربى القومى, يُشكلان إنجازين مهمين يساعدان على توسيع نطاق العمل المشترك وتعزيز التضامن العربى وإقامة بنية أساسية مشتركة تُعزز التكامل الإقتصادى وتخلق شبكة من المصالح المشتركة تزيد روابط العالم العربى وتُعزز تجارته البيئية بما يمكنه من تكامل خططه فى التنمية المستدامة والإرتقاء بجودة الحياة فى مختلف ربوع العالم العربى.

 

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفاق واسعة لقمة الظهران آفاق واسعة لقمة الظهران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon