توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آفاق واسعة لقمة الظهران!

  مصر اليوم -

آفاق واسعة لقمة الظهران

بقلم - مكرم محمد أحمد

 فى التقويم الأخير لقمة الظهران العربية، يُمكن أن نقول صدقاً لا مجال فيه لأى من صور البهتان أو النفاق أو المجاملة، أن قمة الظهران صححت على نحو قاطع بوصلتها عندما جعلت القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الأولى، وخصتها بسبع فقرات شجاعة جعلتها صاحبة الحيز الأكبر من الإهتمام العربى، ليس فقط من حيث مساحة النص أو من حيث تسميتها باسم قمة القدس ولكن من حيث شمول القرارات وشجاعتها ورفضها البات لقرار الرئيس الأمريكى ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتأكيدها أنه لا سلام بدون قيام دولة فلسطينية على الأرض التى جرى إحتلالها عام 67 عاصمتها القدس الشرقية، وأن الإرهاب والتدخلات الخارجية الإيرانية تُشكل بالفعل خطراً على الأمن القومى العربى لكنه لا يستلب مكانة القدس، وأن ما يشيعه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل من أن علاقات إسرائيل مع العرب على ما يرام، لا يهددها بقاء القضية الفلسطينية دون حل، كذب وتضليل ومغالطة، لأنه ما من شأن أخر يسبق أولوية القدس.

ولا أدل على تضليل إسرائيل وبهتانها من محاولات الصحافة الإسرائيلية تهميش الموضوع الفلسطينى فى قمة الظهران والتأكيد على أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية مستمر بغض النظر عن القضية الفلسطينية!، رغم تأكيدات رياض المالكى وزير خارجية فلسطين بأن القادة العرب تبنوا كل القرارات التى إعتمدها وزراء الخارجية العرب دون تحفظ أو تعديل، بما فى ذلك قرارات دعم القدس ودعم وكالة غوث اللاجئين بإعتبارها قضية العرب المركزية، وما يؤكد إجماع العرب على هذه القرارات «إعلان الظهران» الذى صاغته الخارجية السعودية منفردا، ولقى إجماع العرب الشامل وموافقاتهم, وحمل المعانى ذاتها التى تؤكد وحدة الموقف العربى من القضية الفلسطينية فضلاً عن حضور عدد مهم من القادة العرب المناورات الختامية لقوات درع الخليج التى تؤكد ضرورات التنسيق والتعاون والتكامل العسكرى والأمنى المشترك, حفاظاً على أمن المنطقة وإستقرارها وتأكيداً على رفع الجاهزية العسكرية من أجل ردع كل الطامعين والمعتدين على الأرض العربية. وبرغم تطابق مواقف العرب من القضية الفلسطينية بما فى ذلك تأكيدهم على القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين بدونها يتعذر وجود سلام شامل، وضح للجميع أن الأمر مُختلف مع المشكلة السورية التى تتباين حولها رؤى عربية كثيرة, تتراوح ما بين الإدانة المطلقة لنظام بشار الأسد وإعتباره مسئولاً عن العدوان الكيمائى على بلدة دوما، إلى من يأخذون موقف الحياد إنتظاراً لتقارير المفتشين الدوليين لوكالة حظر الأسلحة الكيماوية الذين لم يتمكنوا بعد من دخول مدينة دوما للتحقيق فى واقعة إستخدام الغاز السام، إلى من يساندون الحكومة السورية ويبرئون ساحتها، بما يؤكد عدم توافق العرب على مفهوم واحد للأمن القومى العربى يساعد على توحيد مواقفهم من القوى الإقليمية فى الجوار خصوصاً تركيا وإيران، ويقلل حجم التدخلات الخارجية فى شئونهم الداخلية ويصون أراضيهم من أطماع هذه الدول التى تحتل أراضى دولتين عربيتين.

وثمة ورقتين مهمتين سوف تكونان موضع نقاش عميق داخل الجامعة العربية ، ورقة سعودية تُشكل حيثيات إعلان الرياض، وورقة أخرى قدمها أحمد أبوالغيط للرؤساء العرب عن مخاطر تحديات الامن القومى العربي، إضافة إلى ملاحظات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها فى قمة الظهران, ويأمل الجميع فى أن يساعد النقاش العميق الذى يجرى فى مقر الجامعة العربية فى غضون الشهر القادم على بلورة وجهة نظر متكاملة لتحديات الأمن القومى العربى يمكن أن يتوافق الجميع على خطوطها العريضة.

والأمر المؤكد أن نجاح قمة الظهران فى تصحيح بوصلة القضية الفلسطينية وسعيها المشترك إلى توسيع حجم التوافق العربى حول قضية الأمن العربى القومى, يُشكلان إنجازين مهمين يساعدان على توسيع نطاق العمل المشترك وتعزيز التضامن العربى وإقامة بنية أساسية مشتركة تُعزز التكامل الإقتصادى وتخلق شبكة من المصالح المشتركة تزيد روابط العالم العربى وتُعزز تجارته البيئية بما يمكنه من تكامل خططه فى التنمية المستدامة والإرتقاء بجودة الحياة فى مختلف ربوع العالم العربى.

 

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفاق واسعة لقمة الظهران آفاق واسعة لقمة الظهران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon