توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق الأمير وحق الغفير!

  مصر اليوم -

حق الأمير وحق الغفير

بقلم - مكرم محمد أحمد

قالت صحيفة الواشنطن بوست إن التغيرات المهمة التى يشهدها الآن المجتمع السعودى تلقى قبولاً متزايداً ليس فقط من فئات الشباب ولكن من مجموعات عديدة، بينهم الكثير من علماء الشريعة, وأن ما يعلنه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان من أفكار ومشروعات جديدة تستهدف تغيير المجتمع السعودى يجد صدى واسعاً وقبولاً متزايداً من القيادات الدينية والرأى العام فى هذه الدولة المحافظة، ويقول دافيد ديفيد أغناتيوس أحد كتاب الرأى المهمين فى الصحيفة بعد زيارة أخيرة للسعودية أن التنبؤ بما قد يحدث فى السعودية، ربما يكون أمراً صعباً بالنسبة لمراقب خارجي، لكنه يستطيع أن يقدم عدداً من الحقائق والمعلومات سمعها وشاهدها فى لقاءاته مع العديد من الشباب السعودى وعدد وافر من العلماء المسلمين تؤكد أن فرص نجاح أفكار محمد بن سلمان تزداد اتساعاً، وأن لديه حليفاً قوياً هو الشيخ محمد بن عيسى الذى يرأس عصبة العلماء المسلمين منذ عام 2016 ويساند الكثير من أفكار وخطوات ولى العهد التى تحظى بقبول واسع ومتزايد من زملائه علماء الأمة وقياداتها الدينية المهمة. وعلى سبيل المثال قال محمد بن عيسى فى لقاء مع ديفيد أغناتيوس إن عملية قيادة المرأة السعودية لسيارتها التى تدخل حيز التنفيذ العملى فى يونيو المقبل لم تكن أبداً موضوعاً دينياً، ولكنه كان موضوعاً يتعلق بعادات البلاد وثقافتها وأراد المتطرفون أن يجعلوا منها قضية دينية، ولكن عدداً كبيراً من علماء الأمة يرحب بالقرار, وكذلك قرار ولى العهد الذى ألزم دعاة الأمر بالمعروف التوقف عن الدخول طرفاً فى مشكلات لم تكن أبداً من اختصاصهم، لأن دعاة الأمر بالمعروف أعطوا لأنفسهم حقوقاً لم تكن لهم، وأن قرار منع هؤلاء من أن يمارسوا ما ليس أبداً فى سلطتهم قرار رشيد عاقل لم يعترض عليه أحد من علماء الأمة. وعندما سئل الشيخ محمد بن عيسى عن بعض التنبؤات التى تقول إن المجتمع السعودى يختزن داخله غضباً شديداً من هذه الرؤى الجديدة سوف تنفجر قريباً قال الرجل بوضوح بالغ هذا غير صحيح بالمرة، مؤكداً أن غالبية علماء الأمة يقبلون هذه الإصلاحات فى إطار فهم جديد أفضل لحاجة المجتمع إلى تطوير نفسه، ولم يتردد فى أن يعلن محمد بن عيسى أن الصبر الطويل على بعض هذه الأخطاء وتراكمها كان فى حد ذاته خطأً جسيماً يحتاج إلى الإصلاح وعلناً ألا نخشى من قول ذلك, وكان الشيخ محمد بن عيسى قد لفت أنظار الغرب بخطاب واضح وجهه إلى متحف «الهولوكوست» فى واشنطن يستنكر فيه جرائم النازى باعتبارها واحدة من جرائم الإنسانية يصعب نسيانها. وثمة جانب عملى واضح يمثل رد فعل السعودية الجديد إزاء الجماعات المتطرفة يمكن أن نراه فى المركز العالمى لمناهضة الأفكار المتطرفة، وتحت قبة عملاقة يعمل بضع مئات من المحللين أمام شاشات التليفزيون يتابعون مواقع التواصل الاجتماعى ومدى مساندتها الأفكار المتطرفة، ووسائل وأدوات الرد على هذه المواقع.

وربما يكون أبسط وأصدق الوسائل لمعرفة ردود أفعال السعوديين العاديين، أن تهبط وسط المدينة وتلتقى عشرات الشباب والمواطنين فى المراكز التجارية وعلى المقاهى تطرح الأسئلة وتستمع إلى الإجابات بصورة مباشرة تغنى عن قياسات الرأى العام التى ربما تفتقد الكثير من الدقة والموضوعية لكن الملاحظ أن معظم الشباب إن لم يكن جميعهم يبدى حماساً شديداً للتغييرات التى أحدثها محمد بن سلمان، خاصة ما يتعلق بالحملة على الفساد التى طالت 381 من أثرياء السعودية، بينهم عدد من الأمراء الذين تم احتجازهم فى فندق الريتز فى نوفمبر الماضى ودفعوا 100 مليار دولار حق الدولة قبل خروجهم. وكثيراً ما تسمع صيحات الشباب المتحمسين لهذه الإجراءات باعتبارها بداية الإصلاح الحقيقي، لأنه لا ينبغى أن تكون هناك فوارق موروثة بين الأمير وغير الأمير، فالكل ينبغى أن يكون له نفس الحقوق والواجبات، وإذا كان العالم بكاملة يتغير فما الذى يمنع السعودية من أن تتغير. ويدخل فى ثقافة هؤلاء الشباب الجديدة أهمية أن يمارسوا إلى جوار وظائفهم الحكومية عملاً حراً يجعلهم جزءاً من هذا المجتمع الجديد المتغير مثل العمل فى تجارة الموبيليات التى كان يختص بها اليمنيون، وهذا فى حد ذاته تطور هائل لأنه قبل فترة لم يكن الشباب السعودى يعنى كثيراً سوى بالوظيفة الحكومية. وقد يكون ذلك هو أهم أبواب التحديث التى فتحها محمد بن سلمان فى المملكة التى غيرت الأمور رأساً على عقب فى المملكة، وأحدثت تطورات قيمية مهمة بين شبابها، لكن الجديد والمهم فى تقرير ديفيد أغناتيوس الذى نشرته الواشنطن بوست أن التغيرات تلقى ترحيباً متزايداً من فئات واسعة من المجتمع السعودى بينها علماء الأمة، وعلى رأسهم محمد بن عيسي، والكثير من الناس العاديين الذين يروقهم فكرة العدل الاجتماعى بحيث يصبح حق الأمير مماثلاً لحق الغفير.

نقلا عن جريدة الأهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الأمير وحق الغفير حق الأمير وحق الغفير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon