توقيت القاهرة المحلي 05:01:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة!

  مصر اليوم -

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا أظن أن جماعة كاذبة ومنافقة مثل جماعة الإخوان يمكن أن تنجح فى خداع الشعب المصرى الذى خبرها وعرفها لأكثر من 70 عاماً، وشهد تلونها كالحرباء تحت كل الظروف، أيام الملك فاروق، وتحت حكم الاحتلال البريطانى الذى أسبغ عليها رعايته منذ البداية، ولا يزال يرعى فلولها حتى اليوم، ومع بداية ثورة يوليو وهى تداهن عبدالناصر ورفاقه أملاً فى أن تركب موجة الثورة إلى أن اكتشف عبد الناصر خداعها وقطع جميع حبالها مع ثورة يوليو، إلى جريمة المنشية حيث ضبطت متلبسة بمحاولة اغتيال عبدالناصر، وظلت رغم كل الدلائل والقرائن تصطنع البراءة إلى أن نجحت قياداتها فى أن تغسل يدها من الجريمة، عندما أصدر الهضيبى مدونته الشهيرة (لا هم إخوان ولا هم مسلمون)، يتهم الجهاز السرى للجماعة بارتكاب محاولة الاغتيال، تاركاً الآلاف من أعضائها فى السجون ، لتصبح جماعة الإخوان المعطف الذى خرجت من تحته كل جماعات العنف والتكفير والإرهاب فى مصر والعالم العربى .

ضيعت جماعة الإخوان حياة مئات الآلاف من الشباب المصرى والعربى، راحوا ضحية هذا التنظيم الحديدى الذى حوّلهم إلى مجرد أدوات للكراهية والقتل، وببغاوات لا تحسن سوى الاستظهار والحفظ، وقطعان ماشية لا تحسن استخدام عقولها، تعجز عن أن تفكر أو تتأمل أو تتدبر فى خلق الله، لا تجيد سوى العنف، وبرغم الكوارث الضخمة التى ارتكبتها الجماعة على طول تاريخها وضيعت أجيالاً متتابعة من الشباب يندر بل يستحيل أن تجد رؤية نقدية واحدة تراجع أيا من تجارب هذه الجماعة المنافقة التى يحكمها عصبة من الشيوخ ماتت ضمائرهم، ولم يعُد يهمهم سوى أن يبقى التنظيم ويستمر!

التنظيم هو السيد الأكبر وهو قدس الأقداس الذى ينبغى الحفاظ عليه، هو فى نظر الجماعة، أبقى من الوطن، عندما يصبح الإختيار ضرورياً بين التنظيم والوطن فإن الإجابة المعروفة للجماعة « طز فى الوطن» .

والمؤسف والغريب أن تصر الجماعة على الاستمرار فى الكذب رغم علمها بأن أكثر من 90 مليون مصرى عاشوا وعايشوا عن قرب تجربة الجماعة وهى تختطف ثورة يناير من الشباب المصرى الذى انقسم على نفسه لتصبح الجماعة التى كانت ضالعة فى نفاق نظام حكم الرئيس مبارك حتى العظم سيدة الموقف، ضبطت الجماعة وهى تحرق مبنى الحزب الوطنى فى ميدان التحرير وتحاصر أقسام الشرطة وتغلق بالجنازير دور المحاكم وتحاصر المحكمة الدستورية العليا كى يمتنع عليها الاجتماع، وتقود المظاهرات المسلحة من مقر الاعتصام فى رابعة العدوية إلى ميدان التحرير، ورغم أن كل الأحداث موثقة بالصوت والصورة بما فى ذلك حوادث تعذيب المواطنين فى القصر الجمهورى ومجازر كرداسة التى يشيب لها رأس الوليد، تُصر الجماعة الكاذبة على أن التظاهرات كانت سلمية وأنها لم تمارس أيا من صور العنف، والأشد غرابة من ذلك أن تتصور الجماعة أن المصريين ضعاف الذاكرة إلى هذا الحد وأن الناس يمكن أن تصدق الجماعة مرة أخرى، ولأنهم يعرفون جيداً أن العقبة الكؤود التى تمنع عودتهم هى القوات المسلحة تنشط الجماعة، من أجل تقبيح صورة الجيش فى عيون المواطنين تسخر من تضحياته وتصفه بأقذع الاتهامات، لكن المصريين يعرفون جيداً حجم الكراهية التى تكنها الجماعة ليس للقوات المسلحة فقط ولكن لجميع عموم الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة يونيو فى أكبر تظاهرة عرفها تاريخ الإنسانية، 40 مليون مصرى يهتفون فى جميع ميادين المدن المصرية يسقط حكم المرشد والجماعة.

ويتساءل المرء، ما هى أسباب هذه الجسارة التى تجعل جماعة الإخوان تتصور وهماً أنها لا تزال تشكل البديل؟!, ولماذا تشتط فى وقاحتها وكأن عودتها للحكم بات أمراً أكثر احتمالاً، رغم أن كل الدلائل تؤكد أن ذلك يدخل ضمن رابع المستحيلات؟!

وأظن أن مصدر الجسارة أن الجماعة فقدت كل شىء ولم تعد تأمل فى شىء، كما أنها تعرف جيداً أن عودتها تدخل بالفعل ضمن رابع المستحيلات، لأن جماعة الإخوان لن تكون آمنة إلا أن تجهز على معظم مؤسسات الدولة المصرية وغالبية الشعب المصرى، فضلاً عن أن كل المؤشرات تقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكسب يقيناً معركته مع جماعة الإخوان، وهذا ما تقوله أرقام الاحتياطات النقدية التى ارتفعت إلى أكثر من 38 مليار دولار بينما هبط التضخم الذى كان قد تجاوز 35 فى المائة إلى حدود 13 فى المائة مع نهاية هذا العام، كما أن وصول معدلات التنمية إلى 55 العام المقبل بات أمراً مؤكداً، فضلاً عن التحسن المهم الذى طرأ على الصادرات والسياحة وحجم الاستثمارات المباشرة بما يؤكد أن مصر تخرج بالفعل من عنق الزجاجة وأنها سوف تنتصر.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة أحلام جماعة الإخوان المستحيلة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon