توقيت القاهرة المحلي 05:42:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يعود الروس لشرم الشيخ؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يعود الروس لشرم الشيخ

بقلم - مكرم محمد أحمد

ربما لا يشكل استئناف الطيران العارض بين المدن الروسية والمدن المصرية مشكلة كبيرة فى العلاقات المصرية الروسية التى تستند إلى قواعد وأساسات راسخة تصون هذه العلاقات وتضمن تقدمها، وتكفل لها هذا المدى الواسع من التعاون الإستراتيجى الشامل، أبرزها دون شك أن مصر حققت عبورها الكبير إلى تحرير سيناء وليس فى يدها سوى أسلحة الروس وصواريخهم التى شكلت مظلة أمن للقوات المصرية، مكنتها من إقامة رءوس جسور ثابتة كالطود شرق القناة, ويحفل تاريخ العلاقات المصرية الروسية بعلامات مضيئة باهرة تعزز علاقات الشعبين، على رأسها السد العالى الذى مكن مصر من التخزين الإستراتيجى لمياه النيل، وإنشاء قلاع صناعية كبرى فى جميع أرجاء البلاد خلال ستينيات القرن الماضى, أبرزها مصانع الحديد والصلب والألمونيوم التى عززت هذه العلاقات، فضلاً عن توافق البلدين على سياسات مشتركة تنتصر لمصالح العرب العليا وتحتضن قضاياهم وتسهم فى مساندة حقوقهم الدولية، وتمكنهم من موقف دولى متوازن يحفظ استقلال قرارهم. صحيح أن العالم تغير كثيراً بسقوط حائط برلين ونهاية عصر الاستقطاب وضمور الأيديولوجيات المتصارعة، وقيام تكتلات اقتصادية مفتوحة تسمح لكل الدول بأن تشارك فى مشاريع المنفعة المشتركة بعد أن أصبح عالماً متعدد الأقطاب تنتفى فيه سيطرة القطب الواحد، وتمكنت شبكات التواصل الإلكترونى من ربط مصالحه ومعارفه، وظهرت تحديات كونية جديدة تفرض ضرورة توسيع نطاق تعاون البشرية، أبرزها الإرهاب الراعى الأكبر للجريمة المنظمة، وظاهرات تغير المناخ التى تهدد كوكبنا الأرضى بما تفرضه من قيود على حجم الانبعاثات الكربونية، لكن أيا من هذه المتغيرات لم يمس جوهر العلاقات المصرية الروسية التى تستند إلى صداقة وطيدة عمرها 75 عاماً، وفى كلمته أمام مجلس الفيدرالية الروسية (مجلس الشيوخ) حدد الرئيس السيسى مسارات التقارب المصرى الروسى فى عالمنا الراهن فى تشديد الحرب على جماعات الإرهاب واجتثاث جذورها، وبذل كل الجهود لإنهاء كل منازعات الشرق الأوسط سلمياً، والحفاظ على وحدة دوله وأراضيه، وتنمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر وروسيا بما يعيد لها مجدها القديم، ويضاعف دورها فى تنمية البلدين، ويعاون مصر على أن تكون قوة أمن واستقرار للشرق الأوسط، وبإصدار الرئيس الروسى بوتين مرسوماً باتفاقية شراكة وتعاون إستراتيجى مع مصر على أعلى المستويات، أصبح الطريق مفتوحاً لتعاون خلاق فى بناء المحطة النووية فى الضبعة التى يضمن تخطيطها تحقيق أعلى معدلات الأمان النووى وتلافى أى أخطاء بشرية محتملة، إضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس وهى أول منطقة حرة خارج حدود روسيا، تركز على الصناعات الثقيلة خاصة صناعة اللوريات والجرارات، أما المشروع الثالث فيتعلق ببناء صناعة مشتركة لعربات السكك الحديدية فى مصر تنجز 1400 عربة مكيفة وعادية بكلفة تصل إلى مائة مليون يورو فى أكبر صفقة فى تاريخ سكك حديد مصر، يضاف إليها مركز صيانة متقدم لهذه العربات تبلغ تكلفته 30 مليون يورو، ويدخل ضمن خطوط الاتفاق المصرى الروسى أن يكون البلدان قبضة واحدة ضد الإرهاب الذى يمثل تهديداً مشتركاً لابد من اجتثاثه. وعلى عظمة هذه المشروعات الإستراتيجية الثلاثة، فإن الكثير فى علاقات البلدين يتوقف على مدى نجاحهما المشترك فى أن يكونا جبهة واحدة ضد جماعات الإرهاب، والحيلولة دون أن يتحصل الإرهاب على أى مكاسب جانبية، خاصة أن مصر أغلقت كل الثغرات التى يمكن أن ينفذ منها الإرهاب، وأصبح لها نظام أمنى متكامل فى كل مطاراتها يضمن أمن كل راكب روسى أو غير روسى، وزادت على ذلك أن سمحت للأمن الروسى أن يكون فى الجوار القريب لعدد من المطارات كى يساعد ويشارك، الأمر الذى يتطلب ضرورة إعادة النظر فى منع وصول الطيران الروسى العارض إلى شرم الشيخ والغردقة..، وأظن أن الروس يعرفون جيداً المستويات التى وصل إليها الأمن فى جميع مطارات مصر خاصة شرم الشيخ والغردقة، المقصدين السياحيين اللذين يحبهما الروس، وأظن أيضاً أن الإبقاء على حال السياحة الراهن فى المقصدين هو فى جوهره جائزة غير مستحقة لجماعات الإرهاب، خاصة أن نسبة المغامرة فى قرار إعادة الطيران العارض إلى المقصدين جد هامشية تقل عن معظم دول العالم، وما من شك أنه آن الأوان لتحديد موعد محدد لعودة الطيران العارض إلى شرم الشيخ والغردقة، لأن فى عودته هزيمة كاملة للإرهاب ودلالة واضحة على أن مصر وروسيا يد واحدة ضد جماعاته.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يعود الروس لشرم الشيخ لماذا لا يعود الروس لشرم الشيخ



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon