توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يغلق باب التفاوض !

  مصر اليوم -

ترامب يغلق باب التفاوض

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا يزال الرئيس الأمريكى ترامب بعد قراره الأحادى الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يصر على فرض المزيد من شروطه المتعسفة على الفلسطينيين من أجل إكراههم على استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين حول التسوية السلمية للصراع الإسرائيلى الفلسطيني، آخرها إعلانه الأخير فى مؤتمر دافوس، أن القدس أصبحت خارج التفاوض لا ينبغى التحادث بشأنها مرة أخري، وليس من حق الفلسطينيين المطالبة بها، وتصميمه على أن يُظهر الفلسطينيون احترامهم للولايات المتحدة والاعتراف بالدعم الأمريكى غير المحدود الذى قدمته الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة، والاعتذار عن امتناعهم عن لقاء نائب الرئيس الأمريكى بنس خلال زيارته الأخيرة الشرق الأوسط، فضلاً عن تهديداته بشطب الــرئيس محمود عباس وقطع ما تبقى من معونات أمريكية للفلسطينيين (65 مليون دولار) سبق أن اقتطع 60 مليون دولار منها عقاباً للفلسطينيين على رفضهم قراره المتعلق بالقدس فى ديسمبر الماضى واستمرار الولايات وسيطاً فى قضية الصراع العربى لإسرائيل، لأنها لم تعد وسيطاً نزيهاً بعد انحيازها الأعمى لإسرائيل وأكد الرئيس الأمريكى أن الولايات المتحدة لن تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام دون ذلك .

وخلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادى قال ترامب إن قراره الشهر الماضى المتعلق بالقدس أزاح عقبة كبيرة أمام التفاوض ورفع من على مائدة التفاوض مشكلة ضخمة، وأنه عجّل بقرار نقل جزء من السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكن السفارة بكاملها بما فى ذلك متعلقاتها الأمنية سوف تبقى فى تل أبيب، وقال ترامب موجهاً حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لقد كسبت إسرائيل نقطة فى هذه الصفقة لكن على إسرائيل أن تدفع لقاء هذه التنازلات فى المفاوضات المقبلة، دون أن يحدد ما هو المطلوب من إسرائيل على وجه التحديد !،

ولأن الرئيس ترامب لم يكن محدداً أيضاً فى حديثه عن القدس الشرقية وهل تم رفعها من التفاوض رغم أسئلة الصحفيين الصارخة التى سمعها ترامب بوضوح دون أن يرد عليها، تظل القدس الشرقية بغير جواب، لكن اعترافه بمدينة القدس موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل كان كافياً لتأكيد انحيازه الأعمى إلى إسرائيل، خاصة أن بنيامين نيتانياهو رد على الرئيس الأمريكى شاكراً هذه الخطوة التاريخية التى تعترف بحق إسرائيل التاريخى فى القدس.

والواضح أن الرئيس الأمريكى ترامب تعّمد فى حديثه الأخير أمام مؤتمر دافوس أن يفرض المزيد من الشروط على الفلسطينيين حتى بغلق باب التفاوض بعد أن رفع مدينة القدس من أى تفاوض لتصبح عملية السلام مجرد صفقة إما أن تقبلها أو ترفضها، وحسناً أن سارع صائب عريقات بالرد عليه مؤكداً أن الذين سارعوا بقرار أحادى الجانب برفع القدس من مائدة التفاوض هم الذين رفعوا عملية السلام بكاملها من أى تفاوض، رغم أن القدس فى عرف القانون الدولى وبحكم قرارات عديدة صدرت من مجلس الأمن والجمعية العامة تعترف بها الولايات المتحدة حتى الأمد القريب، أرض محتلة وواحدة من مشكلات مرحلة المفاوضات الأخيرة يتحدد مصيرها فى تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما وقد أصبحت مجرد صفقة يحكمها الإذعان، وتفتقد إلى المشروعية والقانون الدولي، فيصبح رفضها أمراً محتوماً على أن يعاون العرب والمسلمون الفلسطينيين على الصمود داخل مدينتهم، يرفضون الأمر الواقع لأن القدس ينبغى أن تبقى مدينة الله والسلام، مفتوحة أبداً أمام المسلمين والمسيحيين واليهود لأنها مدينة الصلاة .

والواضح أخيراً أن الإدارة الأمريكية تود لو تستطيع شطب الرئيس محمود عباس أو استبعاده، وتكيل له الاتهامات جزافاً بإفشال جهود السلام، وأنه يفتقد الشجاعة وإرادة السلام، وأن عليه أن يعتذر فى خطابه الأخير الذى رفض فيه وساطة الولايات المتحدة فى عملية السلام، وهذا ما عبرت عنه نيكى هايلى مندوبة أمريكا فى مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير، بما يؤكد أن واشنطن تضمر شراً للرئيس الفلسطينى الذى لا يزال حريصاً على التسوية السلمية، ويرفض العودة إلى العنف والعمل المسلح، لكنه يرى أن دولة فلسطينية مقطعة الأوصال دون القدس الشرقية عاصمة لها هى صفقة خاسرة وصفعة على الوجه يرفضها الفلسطينيون .

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يغلق باب التفاوض ترامب يغلق باب التفاوض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon