توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فشلت دول الجوار فى تسوية الأزمة الليبية؟ (1-2)

  مصر اليوم -

لماذا فشلت دول الجوار فى تسوية الأزمة الليبية 12

مكرم محمد أحمد

ما حجم الخطر الذى تشكله ليبيا فى وضعها الراهن على أمن مصر القومى؟!، ولماذا تعذر حتى الآن مد جسور الحوار بين المنطقتين الشرقية والغربية ليسود نوع من القطيعة وانعدام الثقة زاد المشكلة إرباكاً وتعقيداً!، وكيف أصبحت ليبيا أرضاً سداحاً مداحاً يشن عليها الغرب والأمريكيون غاراتهم الجوية لأنهم يرون فيها خطراً حالاً على الأمن الأوروبى وأمن البحر الأبيض المتوسط، ويتوجسون شراً من سيطرة «داعش» على عدد من المناطق الحيوية الليبية، فى درنة أقصى الشرق على مسافة 70 كيلومتراً من الحدود المصرية الليبية حيث يسيطر التنظيم على أجزاء من المنطقة بهدف أن تكون نقطة انطلاق لعمليات إرهابية ضد مصر، وفى صبراتة فى أقصى الغرب على حدود تونس التى تنطلق منها العمليات الإرهابية تهدد العاصمة تونس وتستهدفها بعمليات إرهابية ثقيلة طالت متحف الباردو فى قلب العاصمة وطالت مصيف سوسة، وفى سرت فى أقصى الجنوب الليبى، حيث لا يزال «داعش» يسيطر على أجزاء مهمة من المدينة رغم القصف الجوى الأمريكى الذى استهدف تمكين قوات حكومة الوحدة الوطنية من السيطرة على أرجاء المدينة، ولا يقل خطورة عن ذلك محاولات تنظيم داعش المتكررة تهديد مدينة إجدابيا وسط البلاد بهدف السيطرة على حقول البترول وخطوط إمداداته وموانئ تصديره!.

وبرغم تعقيدات الموقف الليبى وأزمة الثقة الشديدة التى تحول دون تعاون المنطقتين الشرقية والغربية وتوحيد جهودهما فى مواجهة الميليشيات المسلحة وجماعات الإرهاب، إلا أن ما يميز الوضع فى ليبيا عنه فى سوريا أن غالبية القبائل والشعب الليبى شرقاً وغرباً ترفض جماعات الإرهاب وترفض سيطرة الميليشيات المسلحة على مصائر البلاد، وتعتقد بضرورة اجتثاث هذه الجماعات، وتمارس ضغوطها على جماعات مصراتة والزنتان، الجماعتين الجهويتين الأكثر قوة ونفوذاً فى المنطقة الغربية، على أمل إزالة تلال الحساسيات القديمة التى تحول دون تعاون الشرق والغرب، وتعكر صفو علاقات كثير من قيادات المنطقتين، وتعيق فرص توحيد مؤسسات الدولة الليبية بما يضمن وحدة السلاح الليبى فى مواجهة فوضى الميليشيات العسكرية وسيطرة الجماعات الإرهابية!.

ويسيطر على قيادات المنطقة الشرقية إحساس متزايد بضعف حكومة الوحدة الوطنية التى يرأسها فايز السراج، وعجزها عن توحيد جهود الجميع فى منظومة موحدة تحفظ وحدة التراب والدولة الليبية، بينما تعتقد قيادات المنطقة الغربية أن قيادات الشرق، خاصة الفريق خليفة حفتر، تعمل من أجل توحيد البلاد تحت سلطة عسكرية واحدة بما يهدد بإمكانية قيام حكم عسكرى ديكتاتورى بديلاً عن حكومة مدنية قانونية تفتح الطريق إلى حكم ديمقراطى، ويزيد من حجم هذه الحساسيات وتأثيرها الشعبية المتزايدة للفريق حفتر التى جاوزت المنطقة الشرقية إلى جميع أجزاء ليبيا، سواء فى الغرب أو الجنوب لوضوح موقفه الرافض لسيطرة الميليشيات العسكرية والجماعات المسلحة بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين التى تشكل جزءاً مهماً من تحالف مصراتة.. وليس سراً أن المصريين يدعمون الفريق خليفة حفتر ويرون فيه مناضلاً ليبياً نجح فى أحلك الظروف فى لم شتات الجيش الليبى وحارب الإرهاب بكل ما يملك من قوة، وتمكن من تصفية معظم جماعاته فى المنطقة الشرقية، كما نجح فى تعزيز صمودها لتصبح منطقة عازلة يصعب على جماعات الإرهاب اختراقها.

وتشير المباحثات التى أجراها أخيراً أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، مع ممثلين للمنطقتين الشرقية والغربية بينهما أكبر تجمع للقبائل الليبية، وممثلين عن مجلس النواب، وشخصيات ليبية مستقلة، وأعضاء فى حكومة الوحدة الوطنية، إلى أن كافة الأطراف تدرك الآن أهمية تصفية الحساسيات الشديدة بين الشرق والغرب وإزالة أسباب الخلاف بينهما، خاصة أن الشرق يسيطر عليه إحساس عميق بأنه هو الذى قاوم الاحتلال وقاوم مؤامرات كل من تركيا وقطر ويقف للميليشيات المسلحة وجماعات الإخوان بالمرصاد، وهذا ما ترغبه أيضاً غالبية الشعب والقبائل الليبية التى تنحاز إلى ضرورة تحقيق أمن ليبيا واستقرارها والخروج من دوامة العنف التى دمرت مقدرات البلاد وفتحت أمام «داعش» فرص السيطرة على مناطق حيوية غير قليلة فى ليبيا، ويضاعف من إحساس الشرق بأهمية دوره أن كافة حقول البترول وخطوط إمداداته وموانئ تصديره تقع شرق البلاد، بينما يذهب العائد إلى البنك المركزى الليبى دون تخصيص نسبة محددة للمنطقة الشرقية التى يتركز فيها أغلبية السكان!.

واستناداً إلى اتفاق الصخيرات، الذى رسم خارطة طريق لإنجاز تسوية سياسية للأزمة الليبية، تساند حكومات الغرب حكومة الوحدة الوطنية التى تم تشكيلها أخيراً برئاسة فايز السراج، رغم شكوى الجميع من ضعفها!، كما تساندها دول الجوار الجغرافى، بما فى ذلك مصر، على أمل أن ينجح الغرب فى تطويع قوى جماعات الإخوان والميليشيات المسلحة لمتطلبات استكمال مؤسسات الدولة الليبية وتحقيق وحدة التراب والدولة.. وفى ظل هذه الضرورات الدولية التى تفرض نفسها على الموقف الليبى وتلزم دول الجوار الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية والحفاظ عليها، تسعى مصر إلى تحصين منطقة الحدود الشرقية بما يجعل اختراق جماعات الإرهاب الموجودة قرب درنة على مسافة 75 كيلومتراً من الحدود المصرية أمراً صعباً، كما تساند مصر جهود الفريق حفتر لتنظيف المنطقة الشرقية من جماعات الإرهاب وتشجع كل الأطراف على مد جسور الحوار بين المنطقتين الشرقية والغربية حفاظاً على وحدة التراب الليبى، كما تطالب بسرعة العمل على خروج ليبيا من الأزمة الراهنة واستثمار حماس الليبيين ورفضهم القاطع لجماعات الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الذى يكاد يكون هدف كل ليبى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فشلت دول الجوار فى تسوية الأزمة الليبية 12 لماذا فشلت دول الجوار فى تسوية الأزمة الليبية 12



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon