توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن يأتى ديسالين لمصر

  مصر اليوم -

قبل أن يأتى ديسالين لمصر

بقلم - مكرم محمد أحمد

 إن كان رئيس وزراء إثيوبيا ديسالين يريد القدوم إلى مصر ليخاطب أهلها وبرلمانها فى أمور مصيرية مشتركة، تتعلق بعلاقات البلدين ومصالحهما المشتركة بما فيها مياه نهر النيل، باعتبار أن مصر دولة مصب تعتمد منذ الأزل على ما يجيؤها من مياه النهر، هبة من السماء رتبتها العناية الإلهية فى إطار قواعد يفرضها القانون الطبيعى وتفرضها الجغرافيا وتفرضها حقوق تاريخية تضمن ألا ضرر ولا ضرار..، فأهلاً وسهلاً ومرحباً، ادخلوها بسلام آمنين، ضيفاً مهماً عزيزاً نتمنى له طيب الإقامة، آملين أن تكون الزيارة فاتحة خير لفترة جديدة فى علاقات البلدين يسودها الشفافية والود والسلام والتفاهم المتبادل لمعنى المصلحة المشتركة، والترجمة القانونية الصحيحة لمبدأ لا ضرر ولا ضرار، والإدراك الحقيقى للشواغل الجديدة التى طرأت على عقول المصريين، فرضها عليهم سد النهضة قلقاً وغضباً وحيرة، لأنهم يعتمدون فى أكثر من 97 فى المائة من مصادر حياتهم على ما يأتيهم من مياه النهر، ولا تزال مباحثات الطرفين مصر وإثيوبيا، تتعثر أمام مشكلات فنية، تحول دون توافق البلدين على طريقة ملء خزان سد النهضة دون الإضرار بمصالح مصر، وكيفية تشغيل السد فى إطار قواعد واضحة شفافة، تتسع مرونتها لما قد يطرأ كل عام من تغيير على حجم الفيضان، بحيث يصبح التشغيل أمراً سلساً مرناً يفى بتوازن مصالح الجانبين .

وإذا كانت مصر بالفعل هى هبة نهر النيل كما قال هيرودوت فإن المصريين حافظوا على هذه الهبة ووظفوها لمصلحة البشرية جمعاء دون الإضرار بأحد، لأن جهودهم على هذه الأرض الطيبة صنعت حضارة إنسانية خالدة علّمت البشرية الزراعة والوحدانية والفلك وكل الفنون والعلوم بما فى ذلك فنون الحكم وعلاقات الشعوب .

وما أستطيع أن أقوله إن علاقات البلدين على مفترق طرق صعبة، وإن زيارة ديسالين هى القول الفصل، بالوضوح والشفافية الكاملة وحسن النيات والمعالجة الصريحة للمشكلات بما يضمن سلاسة العلاقات بين الجانبين وإقامتها على ثوابت واضحة، لا تعرضها لأى هزات أو أخطار يصعب تداركها، تؤثر على مساحة الرقعة المزروعة فى مصر أو تقلل من عائدها بسبب الجفاف أو التبوير، وأظن أن ذلك أمر متاح خاصة أن الطرفين متوافقان على عدد من المبادئ الرئيسية، أولها أن وظيفة سد النهضة الأساسية بالنسبة لإثيوبيا هى توليد الكهرباء لأن لدى إثيوبيا وفرة هائلة من المياه والأنهار إضافة إلى مخزون جوفى هائل، ولا اعتراض البتة من جانب مصر على ذلك، المهم بالنسبة لمصر ضمان سلامة السد وسلامة تشغيله بما يحفظ لمصر حقها فى استمرار تدفق المياه إلى أراضيها فى إطار المتوسطات السابقة على مدى التاريخ، وثانيها أن إثيوبيا ملتزمة طبقاً للمادة الخامسة من الاتفاق الإطارى الذى وقعه الرؤساء الثلاثة، مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015 بعدم ملء خزان السد قبل إنهاء الدراسات الفنية، والاتفاق على قواعد ملء خزان السد وأسلوب تشغيله، وإذا كان تفاوض الدول الثلاث يصطدم الآن بخلاف فنى يعوق وصول الأطراف الثلاثة إلى مرحلة التوافق حول قواعد ملء الخزان، فإن الحل العقلانى الصحيح هو البحث عن طرف فنى محايد يساعد على حل هذه المشكلة، ولهذا اقترح وزير الخارجية المصرى فى رحلته الأخيرة إلى أديس أبابا اللجوء إلى البنك الدولى كجهاز فنى يملك خبرة كافية وله علاقات جيدة بإثيوبيا ومصر للخروج من هذا المأزق .

وعلى رئيس الوزراء الإثيوبى ديسالين أن يتذكر أن مصر هى التى بعثت بوزير خارجيتها سامح شكرى إلى أديس أبابا لكسر حالة الجمود التى لا تحقق مصلحة أى من الجانبين، وأنه لا مصلحة لمصر أو إثيوبيا فى تأخير الاتفاق على طريقة ملء خزان السد، وأن هناك ضرورة للتوصل إلى رؤية موحدة تعود بالنفع المشترك على الأطراف الثلاثة، وأن من مصلحة الجميع أن يكون هناك إطار زمنى لا يتجاوز منتصف 2018 لعبور المشكلات الفنية والتفاوض على كيفية ملء خزان السد لأول مرة وسبل تشغيله على نحو سلس ومرن لا يؤثر على أمن مصر المائى، وأن من حق الدبلوماسية المصرية أن تدافع عن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل لأن القضية فى النهاية قضية حياة ومصير.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن يأتى ديسالين لمصر قبل أن يأتى ديسالين لمصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon