بقلم مكرم محمد أحمد
أظن ان السؤال المهم الان، هل انهارت بالفعل الهدنة المؤقتة فى سوريا التى توافق عليها الروس والامريكيون، واعترفت الامم المتحدة بانها اسهمت فى خفض معدلات العنف فى سوريا بنسبة تجاوزت 80%؟، وهل اصبح انهاء الحرب الاهلية السورية الذى توافق الاوروبيون والامريكيون على ضرورة انجازها لغلق ابواب الهجرة السورية إلى اوروبا فى مهب الريح؟!، وبات من المؤكد ان تشتعل نيران الحرب فى كل مناطق سوريا من جديد!، ام ان ما يحدث الآن هو مجرد خلاف تكتيكى بين الروس والامريكيين على اولوية مواجهة جبهة النصرة باعتبارها التنظيم الارهابى الاخطر على الساحة السورية، وضرورة ان تسمح سوريا بوصول قوافل الاغاثة إلى المناطق المحاصرة دون تعويق.
الواضح من تصريحات الرئيس بشار الاسد التى اعلن فيها قبل يومين تصميمه على تحرير كل شبر من الارض السورية، وتأكيده انه لا يرى على الضفة الاخرى اطرافا يمكن الحوار معها، ان خطر اندلاع الحرب فى عديد من المناطق السورية بات وشيكا، وان قوات الجيش السورى تضغط الآن للوصول إلى مدينة الرقة التى اعلنها ابوبكر البغدادى عاصمة لخلافته قبل قوات المعارضة السورية التى تحظى بمساندة التحالف الغربي، كما يعطى الجيش السورى الاولوية لتحرير كامل مدينة حلب رغم المخاطر الضخمة التى يمكن ان يتعرض لها المدنيون هناك، كما ان العمليات البرية السورية على الجبهات الاساسية لاتزال تحظى بدعم جوى روسي، تقول التقارير الاخيرة انه تضاعف ثلاث مرات فى منطقة حلب.
وعلى حين يرى وزير الخارجية الروسى لافروف ان اتفاق وقف اطلاق النار لايمنع محاربة داعش والقاعدة التى تنتمى إليها جبهة النصرة، لايبدى الامريكيون حماسا للتخلص من جبهة النصرة قبل الوصول إلى اتفاق سياسى يجمع الحكم والمعارضة، ويضمن استمرار عملية نقل السلطة إلى حكومة وحدة وطنية، ويجيب بوضوح وصراحة على السؤال المؤجل ما هو مصير بشار الاسد، الامر الذى يؤكد ان الوفاق الامريكى الروسى يتعرض لاختبار صعب نتيجة اختلاف الغريمين روسيا وامريكا على اولويات المرحلة الراهنة، لكن وزير الخارجية الامريكية جون كيرى لا يزال يطالب الرئيس بوتين بالضغط على بشار الاسد من اجل ازالة العراقيل امام وصول قوافل الاغاثة والافراج عن المعتقلين السياسيين والمضى قدما فى استمرار عملية نقل السلطة، بما يعنى ان الابواب لاتزال مواربة وان الطرفين يحرصان على الابقاء على شعرة معاوية.