مكرم محمد أحمد
لم تسلم حركة تمرد من أخطار الانقسام التى فتت وحدة كل حركات الاحتجاجات الشبابية ومزقت تنظيماتها الهشة، لاسباب يتعلق معظمها بصراعات شخصية بين القيادات ومصالح صغيرة أفسدت وحدتها،بعد ان قتل براءة هذه الحركات التنافس على الزعامة، والشبق الشديد إلى الاعلام، وعطايا رجال الاعمال، والتوظيف والاستخدام السياسى غير الرشيد من بعض دوائر الحكم لبعض هذه الجماعات!.
وما حدث لتمرد حدث لمعظم حركات الاحتجاج التى نشأت بعد ثورة 25يناير، وربما كان الانقسام والتشتت اللذين اصابا هذه الحركات واحدا من الاسباب المهمة التى هيأت لجماعة الاخوان فرصة الانفراد بالمجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية السابقة، بعد ان اعيت هذه الانقسامات المجلس العسكرى عن مخاطبة جموع شباب الثورة،لانه كان يصطدم فى كل مرة بهذه الخلافات التى قسمت شباب الثورة إلى أكثرمن 130ائتلافا، لكل إئتلاف زعيمه و الناطق باسمه ومسئول العلاقات العامة!،همهم الاكبر التسابق على الفضائيات،دون ان تفكر اى من هذه الجماعات فى النزول إلى الاقاليم فى عمل طوعى لحشد الرأى العام هناك، بإستثناء تمرد التى غطت جهودها كل ارجاء مصر، تجمع استماراتها المليونية ضد بقاء الرئيس المعزول وجماعته فى الحكم، لكن تمرد سرعان ما فقدت هذه الشعبية الواسعة للاسباب السالف ذكرها، لتضربها الاستقالات المتتابعة لاعضاء المكاتب التنفيذية فى المحافظات، احتجاجا على قرارات صدرت باسم جمعية عمومية لم تنعقد، وكانت مجرد عزومة، فى بيت رئيس الحركة لم يتوافر لها صحة الانعقاد او شرعيته!.
وبرغم التحذيرات العديدة التى حاولت ان تنصح تمرد بعدم التعجل فى تشكيل حزب سياسى والابقاء على الحركة مجرد عمل طوعى يزيدها التصاقا بالجماهير فى المدن والقرى إلى ان يشتد عود الجماعة، استمرت تمرد فى نهجها الخاطئ تجذبها أضواء العاصمة والمكاسب السريعة وتضخم الذات والغيرة والمنافسات غير الشريفة بين الرفاق التى ضيعت الجميع فى دروب السياسية الزلقة، وبددت مصداقيةالجماعة، وكانت النتيجة الحتمية الانقسام والتفت والتشرذم.