مكرم محمد أحمد
ايا كانت ملاحظاتنا على حكومة د. الببلاوى رغبة فى حكومة اكثر قوة وحسما، لا يملك اى مصرى سوى ان يشكر الببلاوى على تحمله المسئولية فى فترة انتقالية صعبة تنوء بحملها الجبال،
لكن اسباب إخفاق حكومة الببلاوى لابد ان تكون درسا مستفادا للحكومة القادمة التى تشير دلائل كثيرة على ان المهندس إبراهيم محلب وزير الاسكان هو اقوى المرشحين لرئاستها،خاصة انه يحظى بتقدير واسع من الشارع المصرى الذى يتابع عن كثب نشاطه فى ملاحقة المشاكل على أرض الواقع،وحماسه لضرورة تحسين جودة الحياة فى المناطق الريفية والمهمشة داخل المدن، وقدرته الفائقة على سرعة الحسم والقرار.
وأول الدروس المستفادة أن يكون لرئيس الحكومة القادمة رؤية شاملة واضحة لأولويات مهامه،تعززها قرون استشعار قوية تتحسس نبض الشارع المصري، وترى أبعاد المشكلات وحجمها قبل ان تصبح مصدر غضب وعصيان وتذمر، وأن يملك فى الوقت نفسه شجاعة مصارحة الشعب بكل أبعاد الصورة مهما تكن اليمة، كى يكون الشعب شريكا فى تحمل أعباء القرار، ولا يقامر باتخاذ قرار إلا بعد دراسة جميع أبعاده بما فى ذلك كلفته الاقتصادية،كى لا يتكرر ما حدث فى قصة الحد الادنى للاجور التى زادت من حدة المطالب الفئوية فى ظروف غير مواتية، لأن المشكلة الامنية لاتزال تعوق عجلة الانتاج عن الدوران.
وثانيهما أن يملك خطة واضحة متكاملة لحصار الارهاب وتصفيته، تتضافر فيها الحلول الامنية والسياسية والثقافية فى سبكية عمل موحدة، تخرج الامن والشرطة من حالة الدفاع عن النفس إلى حالة الهجوم والمباداة، وتستنهض حماس الشعب والقوى السياسية بحيث يصبح الجميع مرة اخرى كتلة وطنية صلدة فى مواجهة الارهاب تقوى على هزيمة الحملات النفسية التى تشنها جماعة الاخوان المسلمين، وتقدم لشباب الثورة المصرية خطابا جديدا يصالحهم مع الوطن، يخلو من عناصر النفاق، ويعيد لهم ثقتهم فى قدراتهم على بناء وطن ديمقراطى لا يكمم حرية الرأى والابداع، ولا يحجر على حريات أفراده، ويعطى لشبابه فرصة صدارة المشهد السياسى وصولا إلى مستقبل أفضل.
نقلاً عن "الأهرام"