مكرم محمد أحمد
لا بأس بالمرة ان يختار حزب الدستور رئيسه السابق د.محمد البرادعى ايقونة شرف للحزب تقديرا لدوره فى تجميع شباب الثورة المصرية،رغم أخفاقه الضخم عندما قرر الهرب من المعركة كى لا يتحمل مسئولية فض اعتصام رابعة العدوية الذى تم بأقل كلفة ممكنة، على غير ما كان يحسب البرادعي!.
لكن شباب حزب الدستور يستحق تصفيقا مدويا لانهم أختاروا السيدة هالة شكرالله رئيسا لحزبهم، فى سابقة مهمة تؤكد ان حزب الدستور، بهذا الاختيار الصحيح،اختار المستقبل ووقف إلى جوار التاريخ،كما ان اختياره لاول سيدة ترأس حزبا جاء فى الوقت الصحيح، يتوج اعتراف المصريين بالدور العظيم التى لعبته المرأة المصرية فى ثورتى 25ينايرو30يونيو، فضلا عن حضورها الحاشد فى كل معارك الانتخابات والاستفتاءات التى أثبتت استحقاق المصريين لديمقراطية كاملة..، وما يزيد من زخم هذا الاختيار وجماله ان السيدة هالة شكرالله مصرية قبطية، بما يعنى التزام شباب الحزب الواثق بحقوق المواطنة الكاملة للجميع دون تمييز فى الجنس او اللون أو الدين،كما يعنى أيضا أن شعاعا أصيلا من ثقافة مصر الوطنية وتجلياتها فى ثورة 1919،اخترق كل الاستار والحجب ليصبح جزءا من مكونات ثقافة هذا الجيل الذى احيا من جديد شعار ثورة 19(الدين لله والوطن للجميع).
لكن السؤال المهم، ماذا سوف يفعل شباب حزب الدستور بهذه البدايات الصحيحة التى يمكن ان تتبدد سرابا فى خضم المنافسات والانقسامات التى تفتت حركات الشباب واخرها تمرد،ويمكن ان تثمر أنجازا هائلا ان جعل شباب حزب الدستور أول اهدافه، تصحيح اخطاء شباب الثورة،وتحقيق مصالحته مع الوطن، ولملمة شتاته الذى مزق معظم الحركات الشبابية، وتعميق فهمهم لطبيعة العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة،وتوسيع قماشة حركة الشباب لتشمل كل الاطياف،ومد جسورها مع الاجيال السابقة واللاحقة لضمان أستمرار التجربة الوطنية وتحقيق الاستفادة من مراحلها المختلفة،وبناء خطة واضحة تعزز اسهام الشباب الطوعى فى الارتقاء بخدمات الصحة والتعليم وتحسين جودة البيئة وتعزيز الوحدة الوطنية وصون إرداة مصر المستقلة.
نقلاً عن "الأهرام"