مكرم محمد أحمد
حسم المشير السيسى قراره،وأعلن عزمه على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فى كلمة ألقاها خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الضباط، اشاعت موجة من الطمأنينة والثقة بين المصريين،
وبددت كثيرا من قلق الشارع المصري..، وحسنا أن التزم المشير السيسى الشفافية والصراحة، عندما أكد منذ اللحظة الاولى أنه وحده لايستطيع أن يفعل الكثير، لكنه يستطيع مع جميع المصريين أن يحققوا أمال هذا الشعب ان وقف الجميع كتفا بكتف وساعدا بساعد،جبهة قوية صلدة تصنع المعجزات.
لم ينثر السيسى وعود الرخاء جزافا، ولم يدغدغ عواطف الجماهير، لكنه حافظ فى كلمته القصيرة على نبرة تفاؤل صادقة،لانه يعرف أن الشعب المصرى الذى بنى الأهرامات حبا فى الفرعون وليس خوفا منه، وأقام السد العالى رغما عن أنف قوى الاستعمار، وحقق معجزة العبور بينما الجميع يتصور أنه استحال إلى جثة هامدة،يقدر على صنع المعجزات إن وجد القيادة الرشيدة التى تحنو عليه، ولانه على ثقة من أن المصريين يحتاجون وسط تلال المصاعب التى تواجههم إلى نبرة أمل تقوى عزائمهم على المزيد من التضحيات، وتجعلهم اكثر ثقة بقدرتهم على صنع غد أفضل،خاصة انهم يعرفون جيدا، ماذا يريدون وماذا يكرهون، وأى طريق صحيح يتحتم عليهم أن يسلكوه وسط مفترق طرق صعبة!.
وإذا كان السيسى يطلب من المصريين اليوم العمل قبل المطالب، والالتزام بمتطلبات الحفاظ على النظام العام بدلا من السلوك العشوائي، واحترام قواعد الشرعية والقانون، والموازنة الصحيحة بين قدرات الشعب وإمكاناته وآماله وأهدافه، والتعاون على البر والتقوى كى ترسو المركب على شاطى الامان، فإن المصريين يطلبون من السيسى سد ثقوب الفساد وتطبيق حكم القانون على الجميع، واحترام كرامة المواطن فى الشارع والعمل والمهجر، والمحافظة على حرفية الجيش وإبعاده عن دروب السياسة الزلقة،واحترام حرية الرأى والتعبير والاعتقاد، وإغلاق الطريق على مواكب النفاق،وما من شك فى أن هذه الصفقة المكتافئة فى عقد جديد مع الحكم تعزز الثقة المتبادلة بين الحكم والشعب.
نقلاً عن "الأهرام"