مكرم محمد أحمد
لا جدال في ان اي برنامج ناجح لاي من المرشحيين لمنصب رئيس الجمهورية، لابد ان يتحسس نبض الشارع المصري ويعبر عن اماله وطموحته،ويضع في اعتباره وزن مصر العربي والاقيلمي وطبيعة علاقاتها الدولية،خاصة ان جزءا من المشاكل المهمة التي تواجه مصر تأتي عبر حدودها مع الخارج.
ولا جدال في ان ثمة توافقا وطنيا واسعا علي عدد من الاولويات المهمة للعمل الوطني، تتعلق بتعمير سيناء واستثمار محور قناة السويس في انشاء مراكز صناعية وتجارية علي هذا المحور، فضلا عن ضرورات مواجهة مخاطر مشكلة الخلط المخيف بين مياه الشرب ومياه الصرف الصحي التي دمرت أكباد المصريين وكلاويهم..، ويدخل ضمن اولويات الداخل استخدام مصادرغير تقليدية لتوليد الطاقة بسبب فقر إمكانات مصرالغازية والبترولية،سواء عبر برنامج نووي يستثمر موقع الضبعة الذي أستعادته الدولة،او من خلال مشروعات اخري تستخدم الطاقة المتجددة المتمثلة في الشمس والرياح التي يمكن ان تسد جانبا ضخما من احتياجات مصر من الطاقة،ويسبق ذلك كله استعادة قدرة مصر علي جذب الاستثمارات العربية والاجنبية لتوليد ما يزيد علي 800ألف وظيفة تحتاجها مصر كل عام لمواجهة مشكلات البطالة.
ولامفر من ان تتصدر هذه الاولويات مشكلة سد النهضة التي لا تحتمل التأجيل او التراخي، وتتطلب الاسراع في عرضها علي المحكمة الدولية او مجلس الامن، خاصة ان أثيوبيا تريد ان تفرض السد بمواصفاته الراهنة التي تضر بأمن مصر المائي أمرا واقعا في اسرع وقت ممكن،ولا أظن ان هناك اي مبرر يحرم مصر من حقها في استخدام كل الوسائل دفاعا عن حقها في الوجود،لان سد النهضة بمواصفاته الراهنة يمثل عملا عدائيا يستهدف ابادة الحياة علي ارض مصر!،ولا يقل أهمية عن ذلك ضرورة العمل علي مدار الساعة لتصفية كل جرائم الارهاب في سيناء والوادي،ولان مشكلات مصر كثيفة ومتشابكة فان الهدف الاول والاخير لكل هذه الجهود الوطن sية، رفع معدلات التنمية بما يمكن المصريين من تحسين جودة حياتهم، ومواجهة الارتفاع المستمر في عدد السكان الذي وصل إلي 90مليون نسمة.
نقلاً عن "الأهرام"