مكرم محمد أحمد
تعرف جماعة الإخوان المسلمين جيدا مخاطر أن يصبح القرار السعودى باعتبارها جماعة إرهابية، قرارا خليجيا تتبناه الامارات والبحرين ولا تعارضه الكويت وسلطنة عمان، يمكن ان يفتح الطريق لقرار عربى أكثر شمولا، يصدرعن القمة التى سوف تنعقد فى الكويت فى النصف الثانى من مارس الحالي،
لان صدور مثل هذا القرار يعنى تجفيف أهم مصادر تمويل الجماعة التى تنهال عليها الهبات والتبرعات الضخمة من اطراف اهلية عديدة غير حكومية، فى السعودية ودول الخليج، تمدها بعون مالى ضخم مكنها من هذا الانفاق المهول على نشر عمليات الإرهاب والفوضى فى مصر، التى تحولت إلى تجارة منظمة تحكمها أسعار معلنة معروفة..!،ولأن إقرار السعودية بان الاخوان جماعة إرهابية سوف يكون له تأثيره البالغ الأهمية على مواقف دول وشعوب إسلامية عديدة، ترى فى شهادة السعودية حكما شرعيا يستند إلى حيثيات ثبوت صحيحة أملت صدور هذا القرار، تمثلت فى تورط الجماعة فى تشكيل تنظيمات سرية لها فى عدد من دول الخليج بينها السعودية!
وتبذل جماعة الإخوان جهودا مستميتة من أجل حصار القرار السعودى ومحاولة تجميده، بدعوى أنها جماعة غير مسلحة تقتصر رسالتها على الدعوة، ولم يحدث أن امتلكت أى أسلحة فى أى من دول الخليج، لكن الادلة الدامغة التى تثبت أن تنظيم الجماعة فى الإمارات كان يرسل أعضاءه تباعا إلى مصر ليقدموا البيعة للمرشد العام، كشف ابعاد المخطط الاخوانى الذى يستهدف تغيير أنظمة الحكم!.. وتعول الجماعة كثيرا على الدور الذى يمكن ان تلعبه واشنطن فى حصار القرار السعودى لأنها لاتزال ترفض اعتبار الإخوان جماعة إرهابية رغم كل ممارستها فى مصر، لكن تورط جماعة الإخوان الواضح فى تحالفات مشينة مع تنظيمات الإرهاب، خاصة تنظيم القاعدة يقلل كثيرا من مصداقية الموقف الأمريكى وتأثيره، ويلقى ظلالا من شكوك كثيفة على اسباب المساندة الأمريكية لجماعة الإخوان رغم تحالفها المكشوف مع كل تنظيمات الإرهاب بما فى ذلك تنظيم القاعدة.
نقلاً عن "الأهرام"