مكرم محمد أحمد
لو ان القمة العربية، التي سوف تنعقد في أواخر مارس الجاري في الكويت، نجحت في توحيد رؤية العرب لمخاطر الارهاب الذي يدق ابوابهم بعنف بالغ،
وتمكنت من موقف واضح حاسم يلزم كل الدول العربية نبذ جماعات الارهاب، وعدم اعطائها ملاذا امنا، والامتناع عن تقديم أي عون مادي أو معنوي لها،فسوف تدخل قمة الكويت التاريخ باعتبارها واحدة من اهم القمم العربية واكثرها تأثيرا علي مستقبل عالمنا العربي وارتباطا بمصالح الشعوب العربية التي تتوق إلي الخلاص من كابوس الارهاب الذي يجثم علي قلبها ويعطل مسيرتها بعد ان انتشرت بؤره في كل أرجاء العالم العربي، في اليمن وجنوب الجزيرة وشرق المتوسط، وعلي امتداد البحر الاحمر وصولا إلي سيناء شرقا، وبامتداد المتوسط شمالا وصولا إلي المغرب،حيث تتمركز تنظيمات القاعدة السرية في هذه المواقع تنهش امن العالم العربي واستقراره!.
وأظن انه لا بديل اخر أمام قمة الكويت، ونحن نري كيف تمكنت جماعات الارهاب بما في ذلك الاخوان المسلمين من تبديد امن العراق وسوريا!، وكيف تواصل حربها المجنونة علي مصر، وتنشر تنظيماتها السرية وخلاياها النائمة في كل بلد عربي،ترتدي مسوح الاسلام زورا، وتسرق عقول شبابنا وتوظفه ضد مصالح بلاده بعد ان تحكمه بالسمع والطاعة!.
ولا أظن ان المطلوب من قمة الكويت أن تغلق ابواب المصالحة مع اي دولة أو جماعة أو حزب يحترم ضرورات الامن العربي وشروطه، لان الهدف الصحيح من قمة الكويت هو تكتيل جهود العالم العربي من أجل تصفية الارهاب، عبر خطة شاملة تتضافر فيها الحلول الامنية مع الحلول التنموية،وليس تكريس قسمة العالم العربي حول مفاهيم مغلوطة ثبت للجميع زيفها!..،وتكاد تشير الاقدار العربية إلي الملك عبدالله عاهل السعودية ليكون رجل القمة القادمة الذي يستطيع بصراحته المعهودة وشجاعته في مواجهة النفس، ان يضع النقاط علي الحروف ويستنهض همم العرب من اجل التمسك بمسؤلياتهم، ويرسم في حسم واضح الخطوط الحمراء التي تحمي الامن العربي.
نقلاً عن "الأهرام"