مكرم محمد أحمد
تقول مؤشرات الحرب الاهلية في سوريا أن الموقف العسكري يتحسن بصورة مطردة لصالح قوات بشار الاسد التي نجحت في تدمير المقاومة المسلحة في منطقة ريف دمشق، وتمكنت من تصفية قوات المتمردين التي كانت تشكل خطرا يحدق بالعاصمة السورية،
وتحويلها إلي مجرد جيوب صغيرة متناثرة،لم تمنع بشار الاسد من الخروج لاول مرة من قصره في زيارة قطع خلالها أكثرمن 30كيلو مترا لمناطق الغوطة، وما حدث في ريف دمشق حدث في مدينة حمص وصولا الي مدينة حلب، إلي حد ان استعادة المعارضة السورية قوتها السابقة يحتاج الآن إلي معجزة بسبب نقص العتاد والمؤن والسلاح، فضلا عن الحرب الداخلية الضروس التي تدور بين جماعات المعارضة المسلحة واستنزفت الكثير من قوتها ،وثمة ما يشير إلي ان قوات بشارالاسد تواصل تقدمها علي معظم الجبهات،وتستعيد مساحات واسعة من الاراضي التي فقدتها، وما لم تتحصل المعارضة علي اسلحة فعالة تمكنها من الصمود امام زحف الجيش السوري فسوف يزداد الموقف سوءا!..، وبالطبع فان السبب الاهم لنكوص المقاومة هو انقسام الجيش السوري الحر بعد ان اخترقته التنظيمات المتطرفة!.
وبرغم ان الحكومة السورية تنشط الآن في الاستعداد لاجراء انتخابات رئاسية، يشارك فيها بشار الاسد وفقا لقانون جديد للانتخابات، يسمح بوجود منافسين يفاضل بينهم الشعب في انتخابات حرة!، إلا ان هذه التطورات تزيد من تعقيد الازمة السورية، وتجعل أستئناف جلسات مؤتمر جنيف الثاني امرا صعبا،خاصة ان المعارضة السورية تتوحد حول ضرورة اقصاء بشار الاسد عن منصبه وعدم مشاركته في تحديد مستقبل سوريا. وبرغم ان كل أطراف الازمة تتوافق علي ضرورة الحفاظ علي استمرار الدولة السورية بما في ذلك مؤسسات الامن والجيش والبيروقراطية الحكومية،كما تتوافق علي ضرورة وحدة الاراضي السورية، إلا ان مصير بشار الاسد يظل حجر عثرة أمام أمكانية تسوية الازمة، كما يزيد من فرص استمرار الصراع الاهلي، رغم تقدم قواته علي معظم الجبهات، لكنه تقدم في الفراغ لان بشار الاسد استنزف كل رصيده في عناد مخيف دمر مقدرات سوريا ومستقبلها!.
نقلاً عن "الأهرام"