مكرم محمد أحمد
لن تفرض جماعة الاخوان المسلمين صلحها على المصريين بحد السيف، لان السيف يعمق البغضاء والكراهية والرغبة فى الثأر، ولان الاغلبية المصرية لم تكن بدا الفئة الباغية التى ينبغى قتالها إلى ان تفيء إلى امر الله، ولكنها الاقلية التى خرجت عن إجماع الامة والجماعة،وتقاتل الشعب والجيش والامن وكافة مؤسسات الدولة كى تخضعهم لسلطة باغية!.
ولن ينفع جماعة الاخوان المسلمين ان تتراجع خطوة أو خطوتين على طريق الشر الذى انتهجته، منذ انتابها سعار التسلط والاستحواذ والتمكين والاخونة،لان ما تحتاجه الجماعة بالفعل اعادة نظر شاملة فى عقائدها و رؤاها وفكرها واهدافها وبرامجها وليس مجرد التراجع خطوة او خطوتين، وهى مهمة شاقة لا يقدر عليها جماعة المحافظين القطبيين الذين يتسلطون على قيادة الجماعة!،ولن يغير من واقع الحال شيئا ان تبيع الجماعة الرئيس المعزول عند أول مفترق طرق،لان الجميع يعرف ان مرسى لم يكن سوى اداة فى يد مجلس إرشاد الجماعة،المسئول الاول والاخير عن الكارثة الكبرى التى أحاقت بجماعة الاخوان، وجعلتها موضع بغض الشعب وكراهيته، ووضعتها فى هذا المأزق التاريخي، لا تجد امامها حلا رشيدا سوى الانتحار الجماعي، وما يزيد من سوء موقف الجماعة انها وضعت نفسها فى موضع الصدام مع أمن مصر ومع متطلبات الامن العربى وشروطه، ومهما تخفت إدانة قمة الكويت لاعمال الارهاب فى صيغ وتوصيات عامة، تلزم كل الدول العربية عدم تقديم أى عون مادى او معنوى لجماعات الارهاب، فان الجميع يعرف ان المقصود بهذه التوصية هى جماعة الاخوان، وأن أفعالها وجرائمها التى ارتكبتها فى حق مصرهى التى اوردتها موارد التهلكة!.
وقد لا تعبر وجهة نظرى بالضرورة عن آراء كل مصري، لكن الامر المؤكد ان ثمة غالبية مصرية واضحة تسد عين الشمس، لا تزال ترفض دمج الجماعة فى الحياة السياسية المصرية، لان الجماعة لم تقدم حتى الان ما يثبت صدق العزم أو حسن النيات او التوبة النصوح.
نقلاً عن "الأهرام"