مكرم محمد أحمد
إن كان المطلوب من قيادة السيسي، صدق العزم وحسن النيات والمصارحة الكاملة مع الشعب، والالتزام بالعدل وأحترام معايير الحكم الرشيد، والحفاظ على وحدة الوطن، ومقاومة اغراء التسلط، والتضييق على مواكب النفاق،
وكلها صفات ومعايير اثبتت تجربة المصريين مع ثورة 30يونيو انها حاضرة بقوة فى شخصية المشير السيسي، يصبح المطلوب من جموع المصريين كى تنصهر إرادة الشعب والقائد فى بوتقة واحدة أن يقدموا افضل ما يملكون، يظهرون معدنهم الأصيل الذى يبرق بالعزم ساعة الجد، ويقدمون الصالح الوطنى العام على المصالح الفردية إلى أن تخرج سفينة الوطن إلى بر الأمان، ويكبحون جماح مطالبهم الفئوية بعض الحين إلى ان تدور عجلة الإنتاج، ويستلهمون أعظم ايامهم واكثرها إنجازا..، ولأن ذلك هو أقرب خيارات المصريين لفطرتهم الصحيحة فسوف يستجيبون لكل مطالب السيسى حتى لو طلب منهم لبن العصفور!.
يزيد على ذلك ضرورة تكاتف الشعب والقائد على المواجهة الدائمة والمستمرة لكل اخطار التحلل والتسيب والاهمال الجسيم، وغياب المسألة والحساب، وانتشار الفوضى على أمد زمنى طويل، ابتداء من الخروقات الواسعة والعدوان الجسيم على الارض الزراعية خلال ايام الثورة،إلى تردى العلاقات بين الطالب ومؤسسته التعليمية إلى حد التآمر على حرقها وتدميرها، بحيث يدفع المخطئ ثمن خطأه ولا يحقق المعتدى فائدة من عدوانه، وتتحدد الخطوط الفاصلة بين الحلال والحرام.
واظن ان المطلوب ثالثا تغيير بعض انماط سلوك المصريين التى أدت إلى صناعة الفرعون، بحيث تختفى مواكب النفاق ويتحقق التكافؤ الصحيح بين جميع القوى وجميع المواطنين ويتم سداد كل ثقوب الفساد، لأن المطلوب من المصريين أن يحافظوا على الصورة الأصل للرئيس السيسى كما ظهر أمس مثالا للحاكم الرشيد، لا يلحقون به أذى النفاق الذى يغير صورة الحاكم أو يبدلها قبل نهاية فترة حكمه، ولن يتحقق ذلك فى غيبة الحريات الخاصة والعامة، وضمور حريات الرأى والتعبير والصحافة،واختفاء حق الاختلاف وغياب أطر جديدة للتعامل مع الرئيس تحفظ له حقه فى الاحترام والتبجيل دون تقديس.
نقلاً عن "الأهرام"