مكرم محمد أحمد
ربما ينجح أردوغان رئيس الوزراء التركى فى الحصول على الحد الادنى من المقاعد الذى يبقى على سيطرة حزبه على بلديتى مدينتى أسطنبول وأنقرة فى الانتخابات البلدية التى بدات امس،
خاصة أن معظم الطبقات المهمشة سوف تصوت لمصلحة حزب العدالة والتنمية الذى نجح على امتداد الاحد عشر عاما الماضية فى تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية، قفزت بقدرة البلاد الاقتصادية والانتاجية وضاعفت من دخول الطبقات المهمشة، لكن ما من شك ايضا ان أردوغان وحزبه فقدا بريقهما، ولم يعودا يمثلان بالنسبة لغالبية الاتراك النموذج الصحيح لمستقبل الحكم فى تركيا،التى يتطلع غالبية سكانها إلى ديمقراطية حقيقية وحكم رشيد، بعد ان كشفت المتغيرات الاخيرة الوجه الاخر لرئيس الوزراء اردوغان، ليظهر على حقيقته حاكما متسلطا يحمى بديكاتوريته المتزايدة شبكة فساد واسعة، تشمل اسرته بمن فى ذلك شخصه وابنه الاكبر بلال وعدد غير قليل من أعضاء حكومته.
وتكشف التسريبات الاخيرة لعدد من محادثات أردوغان التليفونية أن حجم فساد حكومته ضخم وكبير يصعب غفرانه أو الصمت عليه، وإذا كانت الطبقات المهمشة لا تزال مدينة لاردوغان ببعض الوفاء، فإن الطبقة الوسطى ومعظم الشباب وغالبية المثقفين ورجال الاعمال لم يعودوا يطيقون صبرا ممارسات أردوغان وحزبه،لانهم يرون ان تركيا تستحق حكما ديمقراطيا حقيقيا لا يقيد حرياتهم الشخصية او العامة، ولا يدس انفه فى شئونهم الخاصة وانماط الزى الذى يرتدونه وعدد مرات الحمل التى يتحتم على المرأة التركية الالتزام بها، ولا يغلق بغطرسة فائقة مواقع التواصل الاجتماعى التى يشارك فيها اكثر من 16مليون تركيا..، والواضح من المزاج التركى العام ان هناك رغبة واسعة فى عقاب أردوغان وحزبه، خاصة ان الحزب الذى بدأ قبل 11عاما سياساته الخارجية بصفر مشكلات مع كل جيرانه، ينهمك الان فى صراعات دامية مع معظم هؤلاء الجيران بسبب تدخل اردوغان السافر فى الشئون الداخلية للاخرين.
"الأهرام"