مكرم محمد أحمد
لا أعتقد ان الرئيس أوباما نجح خلال زيارته الأخيرة للرياض فى ترميم علاقته مع السعودية التى بات يداخلها الكثير من الشكوك فى إمكان الاعتماد على سياسيات واشنطن فى الشرق الأوسط،
التى تهدر كثيرا من ضرورات الامن العربي، وتعزز سلطة إيران الاقليمية على حساب المصالح العربية، وتعد العرب بالكثير لكنها لا تنفذ شيئا من وعودها، سواء على مستوى القضية الفلسطينية او مستوى الحرب الاهلية السورية، او فى موقفها المناوئ لمصر، لانها تعتبر جماعة الاخوان جماعة إرهابية، بسبب ممارساتها وجرائمها التى تلتزم واشنطن تجاهها صمتا مريبا، رغم تحالف الجماعة مع تنظيم القاعدة، أكثر التنظيمات تطرفا وعداء للولايات المتحدة.
وأشك كثيرا فى ان تعيد واشنطن النظر فى موقفها من تسليح قوة المعارضة السورية وامدادها بصواريخ مضادة للطيران تنطلق من فوق اكتاف الجنود لإضعاف قوة الطيران السورى على تغيير الواقع العسكرى على الأرض لصالح بشار الاسد، بدعوى الخوف من وقوع كثير من الضحايا المدنيين وزيادة حدة الكارثة الضخمة التى تهدد بقاء الدولة السورية وتهدد وحدة اراضيها..،ورغم ان الوقت لايزال مبكرا لمعرفة مدى تأثير زيارة اوباما الاخيرة على السعودية التى تعتقد ان من واجبها ومسئولياتها الالتزام بأهداف الامن العربى تجاه منظمات الارهاب و تجاه الدول التى تمنحه ملاذا آمنا، وترى ضرورة تنويع مصادر السلاح العربى بعد ان امتنعت واشنطن عن توريد طائرات الاباتشى وإف 16المستحقة لمصر، فإن الواضح للعيان الآن، ان السعودية تمارس دبلوماسية جديدة لاتخلو من الخشونة والمصارحة، وتؤثر الاعتماد على الذات بأكثر من الاعتماد على الغير، وتلتزم الحذرمن تقلب سياسات واشنطن..، ولهذا السبب سوف تظل العلاقات السعودية ـ الامريكية كما هو حال العلاقات الامريكية مع مصر فى حالة استنفار وتوتر، إلا أن يثبت على ارض الواقع ان الأميريكيين جادون حقا فى احترام شروط الامن العربي، وتقدير مصالحهم العليا، والوفاء بالوعود التى قطعتها واشنطن على نفسها، ولم يتحقق اى منها على أرض الواقع.