مكرم محمد أحمد
لا يبدو ان الروس والامريكيين جاهزون لتسوية سلمية قريبة للازمة الاوكرانية، وثمة دلائل مقلقة على ان الازمة يمكن ان تتصاعد، رغم إعلان كل منهما ان الحرب الباردة قد اندثرت باندثار الاتحاد السوفيتى وزوال الشيوعية التى كانت تسيطر على انظمة الحكم داخل الاتحاد السوفيتى وتعزز الاستقطاب الدولي.
وبرغم اتفاق غالبية المجتمع الدولى على صعوبة العودة إلى مرحلة الحرب الباردة، تحذر دوائر غربية عديدة من مخاطرانقسام دولى جديد، يلعب عليه الرئيس الروسى بوتين لتشكيل كتلة دولية واسعة تناهض سياسات الغرب، تكمن اسبابه فى عدم توازن المصالح بين دول الشمال ودول الجنوب، ودول المواد الخام والدول الصناعية، فضلا عن الاختلاف الشاسع بين قيم معظم دول المجتمع الدولى وقيم الحياة الغربية والامريكية التى تقبل بالجنسية المثلية، ولاتمانع فى الاعتراف بأسرة تقوم على زاوج الجنس الواحد.
ومصدر القلق الجديد ان الرئيس الروسى بوتين رفع سقف مطالبه لاستئناف التفاوض مع اوكرانيا، مطالبا بتحقيق الحكم الذاتى لمنطقة شرق وجنوب أوكرانيا التى تسكنها اغلبية من اصل روسي، بحيث يتمكن هذا الاقليم من ان يختار نظام حكمه وتوجهاته الاقتصادية والثقافية فى اطار دولة كونفيدرالية مع باقى أوكرانيا، بينما صعدت الولايات المتحدة مطالبها باصرارها على تجريد القوات الروسية الموجودة فى القرم من سلاحها، وسحب 40الف جندى روسى يقفون على حدود أوكرانيا، والقبول بوجود مراقبين دوليين فى شبه جزيرة القرم، والتزام الرئيس بوتين بان يوقع كتابة على هذه الالتزامات شرطا للتسوية السلمية!..، وبسبب فشل لقاء وزيرى الخارجية الامريكى جون كيرى والروسى لافروف الذى انعقد فى باريس الاسبوع الماضي، ثمة توقعات بان ينشط الغرب من أجل الحيلولة دون اعتراف اى من دول المجتمع الدولى بضم القرم إلى روسيا ومحاولة استصدار قرار من الجمعية العامة بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بينما تؤكد روسيا رفضها الاعتراف بالحكومة الاوكرانية الجديدة، وترفض تماما انضمام اوكرانيا إلى حلف الناتو وتعتبر ذلك تهديدا مباشرا للامن الروسي.