مكرم محمد أحمد
يتعرض رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون لضغوط قوية من داخل حزبه، تحاول اقناعه بأن يصرف النظرعن عملية مراجعة انشطة وافكار جماعة الاخوان المسلمين، خوفا من ردود الافعال التى يمكن ان تضعه فى وضع بالغ الحرج.
سواء انتهت لجنة التحقيق إلى تجريم اعمال العنف التى ترتكبها جماعة الاخوان، او قررت اللجنة أبراء ساحة الجماعة!، لانه فى كل من الحالتين يمكن ان تتعرض المصالح البريطانية لمخاطر شديدة بسبب قوة جماعة الاخوان السياسية، واتساع تأثيرها فى كل المنطقة العربية، اوبسبب تاثير قراراللجنة على العلاقات بين بريطانيا وكل من السعودية ومصر إذا صدر القرار بإبراء ساحة الجماعة!.
وما يزيد من جدية الخطر ان جماعة الاخوان لم تتورع عن إعلان عزمها على استخدام كل الوسائل للحفاظ على حقها فى اللجوء إلى بريطانيا، والابقاء على مكتبها فى شمال لندن الذى يتولى التنسيق بين الداخل والخارج، ويعزز موارد الجماعة المالية للانفاق على نشاطها الارهابي، فى الوقت الذى تجتهد فيه مصر والسعودية لتقديم وثائق وادلة عديدة تثبت ضلوع الجماعة فى عمليات الارهاب وتثبت فساد فكرها، كما تثبت عمق تحالفها مع تنظيم القاعدة وتنظيمات السلفية الجهادية التى تمتد عملياتها الارهابية من سيناء إلى داخل وادى النيل..،بل ثمة من يحاولون تصوير مبادرة رئيس الوزراء البريطانى على انها فخ نصبه لنفسه، يحسن ان يتخلص منه قبل ان تصيبه ردود أفعال هذا الفخ،لأن رئيس الوزراء يواجه خيارين كلاهما أسوأ من الاخر، اما ان يغضب جماعة الاخوان ويواجه تهديداتها المتعاظمة،او يبرئ ساحتها ويغضب مصر والسعودية!.
وما من شك ان مصر تستطيع ان تفعل الكثير من اجل معاونة لجنة التحقيق البريطانية على اكتشاف الحقيقة لان الفيصل سوف يكون للقضاء البريطاني، إذا قدمت لهذه اللجنة معلومات تشمل اعترافات الجماعة فى قضايا عديدة أبرزها قضيتا التخابرمع الخارج واقتحام سجن وادى النطرون اللتان تثبتان وجود علاقة تنظيم وشراكة بين الاخوان وجماعات العنف، ابتداء من حزب الله إلى حماس إلى انصار بيت المقدس الى تنظيم القاعدة .
"الأهرام"