مكرم محمد أحمد
أمريكا ممتعضة يعنى (قرفانة) من الجانبين الاسرائيلى والفلسطيني، اللذين يرفضان اتفاقية الاطار التى وضع خطوطها العريضة وزير الخارجية جون كيري، خلال 12رحلة مكوكية زار خلالها رام الله وتل أبيب، أملا فى إنجاز هذا الاتفاق قبل 29أبريل الحالى الموعد الذى كان مقررا لانهاء المباحثات.
ولأن نيتانياهو يرفض الافراج عن اى سجين فلسطينى من آخر دفعة من السجناء، قبل أن يعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس التزامه بتجديد أمد التفاوض دون أية شروط مسبقة، ويرفض ضغوط الرئيس الأمريكى أوباما من اجل الوفاء بوعوده، يصر الرئيس الفلسطينى محمود عباس على رفض اتفاق الاطار، لأنه ينطوى على اعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ويلزم الفلسطينيين بقبول وجود عسكرى إسرائيلى داخل حدود الدولة الفلسطينية الجديدة، كما يرفض الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية..، وبسبب هذه المماطلات وقع محمود عباس أخيرا 15طلبا لانضمام فلسطين إلى اتفاقيات الامم المتحدة ووكالاتها، تأكيدا على عزمه استكمال قيام اجراءات الدولة الفلسطينية واعلانها داخل الأمم المتحدة، دون انتظار اى تفاوض جديد مع الاسرائيليين.
وبرغم رسائل التحذير الغامضة التى يرسلها وزير الخارجية الامريكى جون كيرى إلى الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى من أنه لم يعد يطيق صبرا على مماطلة الجانبين،لان هناك مشاكل أخرى تتطلب اهتمام الولايات المتحدة وجهدها اهمها المشكلة الأوكرانية،إلا أن واقع الحال يقول ان ابومازن وحده هو من يتعرض لضغوط أمريكية شديدة، تطالبه بالنكوص عن القرارات التى وقعها والعودة إلى التفاوض مع الاسرائيليين دون شروط مسبقة، فضلا عن تهديدات نيتانياهو التى تعده بعظائم الأمور..، واظن ان رضوخ ابومازن لمثل هذه التهديدات يعنى الخروج عن الثوابت الفلسطينية، ولهذا السبب ينبغى على وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم القادم ان يقدموا كل العون الممكن للرئيس الفلسطينى كى لا يتراجع تحت الضغوط الأمريكية التى تهدد بوقف المعونات (400مليون دولار) تمثل رواتب الموظفين والجيش والشرطة!.
نقلاً عن "الأهرام"