مكرم محمد أحمد
لا أعرف إلى متى تستطيع مصر ان تصبر على اوضاع الفوضى الهادرة التى تمزق ليبيا، وتكاد تحيلها رغم رفض غالبية الشعب الليبى إلى قاعدة عداء،
تنطلق منها عمليات أضرار جسيمة بمصالح مصرالعليا وامنها الوطني،وكرامة شعبها الذى يتعرض لاهانات شبه يومية دون اى مسوغ حقيقي، سوى وجود بعض انصار جماعة الاخوان المسلمين على رأس بعض الجماعات المسلحة!..،واظن ان مصر التى دفعت ثمنا باهظا للثورة الليبية،تمثل فى حجم الاسلحة المهول الذى تم تهريبه إلى مصر،لا تزال على استعداد لان تفعل كل ما تستطيع من أجل إنجاح الجهود التى تبذلها الامم المتحدة من خلال مبعوثها اللبنانى السفير طارق مترى لاعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية التى تستطيع الحفاظ على وحدة الارض والدولة الليبية، من خلال جيش وطنى يجرى إعادة بنائه، وشرطة محترفة تخضع للشعب تحفظ امن البلاد، وقضاء مستقل يصون الحقوق ويحفظ العدل.
وإذا كان جزء محدود من الشعب الليبى يتمثل فى بعض الجماعات المسلحة التى تسيطر عليها جماعة الاخوان المسلمين، يصرعلى عداء مصر دون اى مسوغ، فان مصر لا تستطيع أن تأخذ الشعب الليبى بجريرة مجموعات صغيرة،تشير كل المؤشرات إلى ان غالبية الشعب الليبى يرفض تصرفاتها، ويصر على عقابها فى الانتخابات المقبلة التى سوف تشهد دون شك انحسار نفوذ هذه الجماعات على بعض مؤتمرات الشعب الليبي..، وأظن انه بات من الضرورى ان تدعو الجامعة العربية كل ممثلى الشعب الليبى إلى مؤتمر تحضره كل الاطياف التى تقبل بوحدة الارض والدولة الليبية، لعل هذا المؤتمر يفتح الباب لوفاق وطنى ليبى يعبر عن التيار الاغلب ينتصر لدولة موحدة وحكم مدني، ويساعد على استقرار اوضاع البلاد ويحميها من مخاطر التدخل الخارجي.
وأظن ان وجود بعض الليبيين من بقايا نظام حكم القذافى فى مصر لاينبغى ألا يكون سببا للعداء مع مصر لان مصر تلزم هؤلاء جميعا بالامتناع عن ممارسة اية افعال ضد الدولة الليبية، وتخضعهم لحكم القانون، وترفض ان يكونوا سببا للاضرار بمصالح الشعب الليبي.
"الأهرام"