مكرم محمد أحمد
رغم ان كلا من فتح وحماس قامرتا كثيرا على مصداقياتهما، عندما تكررت وعودهما بانجاز مصالحة وطنية فلسطينية، لكن شئيا لم يتحقق من هذه المصالحة التى تبددت دخانا فى الهواء، حتى اصبح الحديث عن المصالحة الفلسطينية مجرد حكى واستهلاك محلى لا يصدقه احد من المحيط إلى الخليج!..، واظن ان الازمة الراهنة التى تمر بها المنظمتان تدفعهما مرة اخرى إلى التفكير فى امكانية المصالحة الوطنية،
حيث تواجه فتح غضبا إسرائيليا متزايدا قد يترجم نفسه إلى محاولة إسرائيلية تستهدف إسقاط السلطة الوطنية، بينما تواجه حماس عزلة متزايدة فى قطاع غزة، ويخاصمها المصريون بعد ان تورطت فى تحالف بغيض مع جماعة الاخوان المسلمين باعتبارهما ينتميان إلى عشيرة واحدة، متناسية ان المصالح الفلسطينية تلزمها ان تعض بالنواجذ على علاقاتها مع كل الشعب المصرى وليس مع فصيل بعينه!.
ولا عتاب ولا تثريب،ان رأت المنظمتان ان الازمة الراهنة يمكن ان تفتح طريقا إلى مصالحة وطنية تعزز وحدة الشعب الفلسطيني، شريطة ان تمتنع المنظمتان عن التدخل فى الشئون الداخلية لاى بلد عربي، وترفضان الانحياز إلى اى تيار سياسى عربى لا يحظى باجماع كل العرب، ويتبنيان برنامجا سياسيا وعمليا يكرس اهدافه فقط لصالح القضية الفلسطينية.
ولا اظن ان المصريين رغم كل ما كابدوه من افعال حماس التى يصل بعضها إلى حد الخيانة، يمكن ان يقفوا حجر عثرة امام وحدة الشعب الفلسطيني، لان المصالحة بين وفتح وحماس كانت دائما هدفا صحيحا نشط المصريون من اجل تحقيقه فى كل الظروف والازمنة، وربما يكون كل ماتطلبه مصر من المنظمتين، ألا تكون المصالحة الفلسطينية مجرد عمل تكتيكى إلى ان تتمكن احداهما من دحر وتغييب المنظمة الاخرى لان هذا الطريق يقود لا محالة إلى حرب أهلية جديدة، وان تتفق المنظمتان على برنامج سياسى موحد يجعل من القضية الفلسطينية شاغلهما الاوحد، وعلى حماس ان تعترف باخطائها ليس فى حق مصر فقط ولكن فى حق الشعب الفلسطيني.
"الأهرام"