مكرم محمد أحمد
لا بديل أمام الدولة المصرية سوى الحاق هزيمة منكرة بجماعة الاخوان المسلمين، لان الجماعة لم يعد يهمها صورتها فى عيون المصريين, او عيون العرب، او عيون المسلمين،
ولم تعد تبالى كثيرا بصورتها امام التاريخ، حسبها ان يرضى عنها الغرب والامريكيون بعد ان لوثت يدها بدماء المصريين، واخذتها العزة بالإثم، وقررت الاستمرار فى اعمالها الارهابية على كل الجبهات خاصة جبهة الجامعات التى تشهد تصعيدا جديدا متواليا، ليس من المنتظرأن يتوقف بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد!
وبرغم الانحسارالمستمر لقدرة الجماعة على الاخلال بأمن البلاد أيام الجمعة، تزداد شراسة الهجوم فى الجامعات المصرية التى أصبحت خط الهجوم الأول الذى تأمل الجماعة فى ان تتمكن من تطويره وزيادة اشتعاله،على امل ان تنجح فى ارباك الجبهة الداخلية وتمزيقها، خاصة مع وجود أدعياء جدد يحاولون تصوير الواقع الراهن باعتباره استنساخا جديدا لحكم مبارك، حيث يجرى اعتقال المعارضين لمجرد انهم يتظاهرون سلميا فى الشوارع بالآلاف!، بهدف تهيئة الاجواء لعودة حكم الفرد الذى يستند إلى المؤسسة العسكرية!..، يهدفون من وراء ذلك إلى تشكيك الجبهة الداخلية وتمزيقها، لكن تأثير هذه المجموعات سوف يضعف متى وضح للجميع ان الدولة قادرة على افشال مخطط الاخوان.
وكما ان الدولة مطالبة بتصحيح الصورة فى الخارج، واثبات تواطؤ جماعة الاخوان مع القاعدة وتنظيم انصار القدس وضلوعهم المشترك فى اعمال الارهاب، فهى مطالبة ايضا بالعمل على تجفيف المنابع المالية للجماعة التى لا يزال يأتى غالبها من مصادر عربية، لكن النجاح الحقيقى سوف يظل معلقا على قدرة الدولة على ان تمسك زمام المبادرة فى الداخل، وتبقى على قوة ردع مستعدة وجاهزة للتعامل مع بؤر الارهاب فى أية لحظة، كما تعمل على إصلاح قرون استشعارها وأجهزة معلوماتها بما يمكنها التنبؤ بالاحداث قبل وقوعها بحيث تتبنى سياسة الهجوم بدلا من الدفاع وتأخذ بالمبادرة بدلا من انتظار ردور الأفعال.
"الأهرام"