مكرم محمد أحمد
هل يمكن ان تنجح دولة جارة صغيرة الامكانات مثل تشاد في حماية نسائها من أخطار سرطان الرحم، من خلال المسح الجماعي المبكرالذي يساعد علي اكتشاف المرض قبل استفحاله، وحقق انجازا مهما في تشاد جاوزمليون امرأة.
بينما لايزال المشروع يتعثر في مصر رغم وجود وحدة للتشخيص المبكر للاورام تأسست قبل 30عاما في اطار جامعةعين شمس، يتوافر فيها عدد غير قليل من الخبرات الجيدة تستطيع ان تقوم بالمهمة،لكنها تفتقد الامكانات التي تساعدها علي اجراء مسح شامل للمرأة في مصر.
وقد لا يكون لدينا الاحصاءات الدقيقة التي تحدد نسب انتشار المرض،لكن كل المؤشرات تؤكد ان الانتشار خطير، ويتزايد بنسبة عالية بسبب تلوث البيئة وكثرة المواد المسرطنة في الاغذية والمبيدات ومكسبات اللون والطعم، وتلوث الهواء واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي..،ويكاد ينحصر الحل الامثل في اجراء المسح الشامل علي كل نساء مصر،لان الاكتشاف المبكر للمرض يساعد علي سرعةعلاجه وارتفاع نسب الشفاء.
ومن وجهة نظر الدكتور حاتم سعد شلبي رئيس وحدة التشخيص المبكر في طب عين شمس، فان مشروعا متكاملا للمسح الصحي الشامل يمكن النسبة الغالبة من نساء مصر من اجراء كشف مبكر، وتوجد فروعه في كل محافظات مصر امر يمكن تحقيقه خلال فترة زمنية قصيرة، وبكلفة محدودة لا تتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات، تغطي تكاليف شراء مناظير حديثة اضافة إلي تكاليف تدريب الاطباء في اطار برامج محددة لا تتجاوز بضعة اسابيع، بحيث يتوافر لكل اقاليم مصر وحدة للتشخيص المبكر تعمل في اطار خطة متكاملة يشرف علي تنفيذها جامعة عين شمس، خاصة ان لدينا تجربة علمية ناجحة عمرها 30عاما لم يتم تعميمها رغم خبراتها الضخمة.
وتسأل لماذا تأخر تنفيذ هذا المشروع رغم كلفته المحدودة، فلا تجد إجابة واضحة سوي ان الكل مشغول بنفسه غارق في مشكلاته الخاصة، لا احد يهتم او يتابع او يحاول اضافة شيء جديد لان النظرة المستقبلية تكاد تكون منعدمة.
"الأهرام"