مكرم محمد أحمد
لم يخطئ كثير من المحللين السياسيين، فى اتهامهم جماعة الاخوان المسلمين بالغباء المفرط وعدم القدرة على الاستفادة من اخطائها السابقة، وانها تسير معصوبة العينين إلى قدر حتمى يأخذها إلى سكة الندامة والانتحار،
رغم الدلالات والمؤشرات الكثيرة التى تؤكد للجماعة انها منيت بهزيمة ساحقة منذ يوم 30يونيو لا سبيل إلى تداركها، وانها اصبحت موضع كراهية غالبية الشعب، وان قدرتها على الحشد والفعل تضعف على نحو مستمر ومتزايد، وان صدامها غالبا ما يكون مع جموع الشعب التى ضاقت ذرعا باصرار الجماعة على مواصلة اعمال العنف والارهاب!.
وبرغم ان تجارب الامم تقول، انه لم يحدث على طول التاريخ ان تمكنت احدى الجماعات السرية اوالعلنية مهما يكن قدرتها من هزيمة شعب بأكمله أجمعت كل مؤسساته على رفض افكار وافعال هذه الجماعة، إلا ان الجماعة لاتزال عاجزة عن قراءة مستقبلها، وتصرعلى حالة انكار وعناد غريبة تأخذها إلى مصيرها المحتوم..،وما يزيد من غرابة موقف الجماعة انها تعمى عن رؤية العديد من المؤشرات الواضحة التى تكشف عن تغير نوعى واضح فى الموقفين الاقليمى والدولى تجاه الجماعة.
عميت الجماعة عن ان ترى حجم التغييرالضخم الذى طرأ على مواقف السعودية وباقى دول الخليج، وتصورت بغبائها ان إرادة قطر سوف تكون اقوى من ارادات كل الدول العربية..، والآن تشعر الجماعة انها سوف تدفع ثمن المصالحة بين الدوحة ودول الخليج، وان على غربانها السود الذين يجدون فى الدوحة ملاذا آمنا ان يرحلوا قبل ان يفوت الاوان، واظن ان الجماعة لاتزال عاجزة عن ان ترى المتغيرات العديدة فى الموقفين الاوروبى والامريكى التى تشير بوضوح بالغ إلى ان الغرب يعيد النظر فى موقفه من الجماعة، ويسعى إلى استقصاء جاد لعلاقاتها مع تنظيمات الارهاب خاصة القاعدة يمكن ان يترتب عليه حرمانها من اى ملاذ آمن، وهو أمر بات واضحا تؤكده عشرات الحوادث والادلة..،ولو ان هذه الجماعة تتمتع بقدر محدود من الذكاء لكن عليها ان تتوقف فورا عن عمليات الارهاب، لكنه الغباء الثقيل الذى يقودها إلى حتفها المحتوم!.
"الأهرام"