مكرم محمد أحمد
حسنا ان وافقت واشنطن اخيرا علي تسليم مصر عشرة طائرات هيلكوبتر من طراز اباتشي، كانت واشنطن قد علقت تسليمها لمصر ضمن صفقة اخري من طائرات اف 16 إضافة إلي قطع غيار هذه الاسلحة، اعتراضا علي إزاحة حكم جماعة الاخوان المسلمين وعزل الرئيس مرسي الذي تم تحقيقا لارادة شعبية جارفة عبرت عن نفسها في مظاهرات 30يونيو.
وبرغم ان واشنطن لا تزال تحتجز صفقة طائرات اف 16 المستحق تسلميها لمصر منذ عدة اشهر إلي ان يتاكد التزام مصر الجاد بتطبيق خارطة الطريق وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة، فان تسليم طائرات الاباتشي يمثل خطوة إيجابية مهمة تؤكد حرص واشنطن علي الحفاظ علي علاقاتها مع مصر، وتفتح الباب لمراجعة مواقفها من احداث 30يونيو التي كانت سببا في توتر علاقات البلدين، لان ازاحة حكم جماعة الاخوان تسبب في الاضرار بمصالح أمريكا في الشرق الاوسط التي كانت تعتبر جماعة الاخوان جزءا من خطتها الاستراتيجية في المنطقة!.
ولا اذيع سرا ان قلت اليوم ان الافراج عن طائرات الاباتشي كان يمكن ان يتم في غضون الشهر الماضي لولا حكم محكمة جنايات المنيا بارسال أوراق 528 متهما من اعضاء جماعة الاخوان إلي المفتي الذي اسئ فهمه، رغم انه حكم ابتدائي ينتظر الطعن عليه امام محاكم الاستناف والنقض..، وما من شك ان الافراج عن طائرات الاباتشي قبل الزيارة المهمة التي يقوم بها وزير الخارجية نبيل فهمي يمثل اشارة مهمة لبدء حوار مصري أمريكي جديد، يسلط الضوء علي مخاطر تقديم اي عون معنوي أو مادي لجماعة الاخوان المسلمين بعد ان تاكدت علاقاتها الوثيقة مع تنظيمات الارهاب المتمثلة في تنظيم القاعدة، ووضح للجميع خطط التنسيق المشترك بين جماعة الاخوان وجماعة أنصار بيت المقدس التي ادرجتها واشنطن اخيرا ضمن منظمات الارهاب.
وقد يكون من الصعب ان تغير واشنطن موقفها من جماعة الاخوان المسلمين بين يوم وليلة لان ذلك هو دأب الدول العظمي، لكن كل المؤشرات توكد تحرك الموقف الامريكي نحو الافضل.
"نقلًا عن جريدة الأهرام"