بقلم مكرم محمد أحمد
أخيرا وافقت الولايات المتحدة و25 دولة علي إعادة تسليح القوات الحكومية الليبية وإمدادها بالذخائر والمؤن، شريطة ان تكون جزءا من حكومة فايز السراج!،وقال جون كيري وزير الخارجية الامريكية ان الهدف من القرار تمكين القوات الحكومية من مواجهة داعش التي يزداد انتشارها في ليبيا، وتسيطر علي عدد من المناطق المهمة من بينها ولاية سرت في الجنوب، ومدينة أجدافيا في الوسط علي رأس هلال البترول، ودرنة علي مسافة 75 كيلو مترا من الحدود المصرية، وسبراته علي حدود تونس التي تنطلق منها العمليات الارهابية التي ضربت العام الماضي تونس العاصمة كما ضربت مصيف سوسة حيث سقط العشرات من السائحين الاجانب .
ولم يعرف بعد ما هي المنظمات التي سوف يتم رفع حظر توريد السلاح عنها علي وجه التحديد، وهل يكون بينها القوات المسلحة الليبية التي يقودها اللواء حفتر التي تخوض حربا ضروسا ضد داعش؟، في الوقت الذي اكد فيه قائد القوات الامريكية في افريقيا ان بعثة سرية امريكية تضم 25 شخصا من القوات الامريكية الخاصة موجودة داخل ليبيا منذ اسابيع، نصفها في الشرق في منطقة بني غازي ونصفها الآخر في الغرب في منطقة مصراته بهدف التعرف علي حقيقة الاوضاع هناك، وطبيعة القوي السياسية والجماعات التي يمكن تسليحها، والقبائل الليبية التي يكمن ان تكون جزءا من التحالف ضد داعش ، كما اكدت مصادر امريكية ان الهدفين اللذين توافق عليهما المجتمع الدولي في مؤتمر فيينا هما، حصار داعش التي تزايد اعداد مقاتليها في الفترة الاخيرة لتتجاوز 7 آلاف مقاتل، ومراقبة الساحل الليبي علي مدى الساعة بما يمنع عمليات تهريب المهاجرين التي زادت اعدادها أخيرا بعد ان اغلقت تركيا حدودها مع البلقان وامتنع علي السوريين الراغبين في الهجرة الهروب إلي اوروبا من خلال بحر ايجه، ويبدو ان هناك هدفا ثالثا لا يفصح عنه الامريكيون بوضوح كامل هو حماية تونس من مخاطر تهديدات داعش الليبية التي توجه جزءا مهما من عملياتها الارهابية إلي تونس، آخرها محاولة الاستيلاء علي منطقة باكردان علي الحدود التونسية واعلانها امارة اسلامية التي باءت بالفشل الذريع ولقي فيها العشرات من تنظيم داعش مصرعهم، خاصة ان باكردان تشكل احد المراكز المهمة التي يتجمع فيها التونسيون الذين يعملون مع داعش في العراق وسوريا ويتجاوز عددهم أربعة آلاف شخص بدأوا العودة إلي ليبيا تحت ضغوط عمليات القصف الجوي التي تقوم بها القوات الروسية والامريكية في سوريا.