توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

  مصر اليوم -

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

بقلم-مكرم محمد أحمد

أطلق الرئيس الأمريكى ترامب شرارة تصعيد جديد فى حربه التجارية مع الصين بإعلان شركة جوجل العالمية تعليق كل أعمالها التجارية مع شركة هواوى عملاق الإتصالات الصينية، فى خطوة من شأنها عرقلة أنشطة الشركة الصينية فى الأسواق العالمية، وأعلنت شركة ألفابت المالكة لجوجل أن وقف أى تعاون لها مع هواوى الصينية يشمل نقل أى قطع غيار أو برامج فيما عدا المفتوحة المصدر، الأمر الذى من شأنه حرمان الشركة الصينية من بعض تحديثات نظام التشغيل أندرويد، وفقدان إمكانية الوصول إلى العديد من تطبيقات جوجل، وقد قطعت 5 شركات أمريكية إمداداتها الحيوية عن شركة هواوى الصينية و70 شركة صينية تابعة لها بعد تعليق أعمالها مع جوجل فى خطوة تصعيدية تمنع شركات الاتصالات الصينية من الحصول على أى مكونات تكنولوجية من شركات أمريكية دون موافقة مُسبقة من الحكومة الأمريكية.

وقد تعاقبت هذه التطورات السريعة بعد سلسلة من الإتهامات الأمريكية لشركات الإتصالات الصينية وفى مقدمتها شركة هواوى بأنها تُشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى وتمارس أعمالاً تجسسية، وهو ما قابلته الصين بالنفى والرفض القاطع، وطرح تساؤلات عديدة حول مغزى هذا التصعيد وإن كان حافزه الأساسى مخاوف أمنية حقيقية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ورقة ضغط فى الحرب التجارية المستعرة بين البلدين! والحق أنه منذ وصول الرئيس الأمريكى ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017 لم يخف الرجل عزمه على ضرورة إصلاح العلاقات التجارية الأمريكية الصينية كى تصبح أكثر توازناً وعدلاً وتواجه القرصنة الصينية لحقوق المعرفة والملكية الفكرية التى يتم إكراه الشركات الأمريكية على الإذعان لها كى تتمكن من دخول الأسواق الصينية، لا سيما فى قطاعات الاتصالات الإلكترونية، وقد ترتب على تصعيد السجال التجارى بين الصين وأمريكا أن فرضت الولايات المتحدة المزيد من الرسوم على سلع صينية بمئات المليارات من الدولارات كان آخرها الرسوم المفروضة على سلع تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار مع مطلع هذا الشهر، ومع تصاعد السجال بين الولايات المتحدة والصين فى حربهما التجارية المستعرة، تتسع دائرة الاتهامات المتبادلة والتى كان آخرها إتهام وكالة الإستخبارات الأمريكية شركة هواوى الصينية بالحصول على تمويل من أمن الدولة الصينى، وبأن معداتها تحتوى على أبواب خلفية فى شبكات أمنية لاستخدام الجواسيس الصينيين، فضلا عن مخاطر استخدام أنظمة التكنولوجيا الصينية فى أية مشاريع مملوكة للحكومة الأمريكية لها صلات بالصين، بما دفع الرئيس الأمريكى إلى أن يوقع الأسبوع الماضى قراراً يقضى بحظر إستخدام الشركات الأمريكية لمعدات الإتصال التى يجرى تصنيعها فى الصين ويعتقد أنها تشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى، وأكدت جوجل أخيراً أن مستخدمى هواوى سيتمكنون من استخدام تحديثات التطبيقات التى تقدمها جوجل على أجهزة هواوى الحالية، ولكن عندما تطلق جوجل الإصدار الجديد من نظام تشغيل أندرويد فى وقت لاحق من هذا العام فإن هذه التحديثات لن تكون متاحة على أجهزة هواوى، على حين طمأنت شركة «هواوى» مالكى هواتفها بأنهم سوف يستمرون فى تلقى خدمة ما بعد البيع بما فى ذلك الهواتف الجديدة التى تم شحنها إلى الأسواق العالمية.

وأكدت الشركة أنها قامت ببناء نظام تشغيل لهواتفها الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية فى حالة استمرار القيود المفروضة مجدداً من جوجل، كما نفت شركة أنفنيون الألمانية التى تنتج رقائق التحكم عزمها على تعليق شحناتها إلى «هواوى» وأكدت أن قيود التصدير التى أعلنتها إدارة الرئيس ترامب الأسبوع الماضى لا تشمل معظم منتجاتها، وكانت مبيعات هواوى الصينية قد بلغت فى الربع الأول من هذا العام 9 ملايين هاتف تمثل 19٪ من حصة السوق متفوقة بذلك على الأرقام التى حققتها آبل الأمريكية، لكنها جاءت فى المرتبة الثانية بعد سامسونج الكورية الجنوبية، وتقول الولايات المتحدة فى سعيها الحثيث للإساءة إلى سمعة هواوى أن هواوى تتمتع بعلاقات وطيدة مع حكومة الصين وقد تساعد هواوى بكين فى سعيها لجمع المعلومات الخاصة بالمواطنين الغربيين والمنظمات والحكومات الغربية، وأن واشنطن تعتبرها تهديداً للأمن القومى الأمريكى رغم أنها ثانية أكبر شركات إنتاج الهواتف فى العالم وقد باعت فى العام الماضى أكثر من 200 مليون هاتف فى شتى أنحاء العالم.

وفى استجوابات أمام الكونجرس العام الماضى حذر ستة من وكالات الإستخبارات الأمريكية الرئيسية منها الوكالة المركزية من استخدام منتجات وخدمات هواوى، غير أن رين زينغفوى مدير هواوى يؤكد أنها شركة خاصة كل علاقاتها بالحكومة الصينية أنها تدفع لها الضرائب المستحقة، وأن أسهم الشركة ملك لموظفيها، وثمة منظمة عالمية للدول الناطقة بالإنجليزية تعرف باسم العيون الخمس تشارك فيها أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا كانت تعمل لصالح الدول الخمس إبان الحرب الباردة ويتم توجيهها الآن للعمل ضد الصين.

رغم أن الصين تنفى تماماً أن يشكل إنتاج هواوى أى تهديد أمنى، وتعتبر جهود الإدارة الأمريكية فى هذا المجال نوعاً من عمليات التخريب الصناعى باستخدام أمن البلاد ذريعة لقمع الشركات الأجنبية، تزيد الحرب التجارية اشتعالاً وتحد من المنافسة، ولا يبدو حتى الآن أنها يمكن أن تحقق النجاح.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon