توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدوى العمل العربى المشترك

  مصر اليوم -

جدوى العمل العربى المشترك

بقلم-مكرم محمد أحمد

يعتقد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن جزءاً مهماً من مشكلات الجامعة العربية مع الرأى العام العربى أنه لا يتابع أنشطة الجامعة فى مجالات العمل العربى المشترك التى تتسع الآن لأنشطة 9 برامج أساسية، يتفرع عنها أكثر من 35 مؤسسة للعمل العربى المشترك، تهتم بقضايا الاقتصاد والأمن والتنمية والصحة والتعليم وكل مناحى الحياة العربية بما فى ذلك الكهرباء والطاقة النووية والتنبؤ بالزلازل قبل وقوعها، كما تهتم بتحسين سلالات الغنم والإبل وضمان جودة الفستق الحلبي!، بحيث يمكن القول إنه ما من نشاط إنسانى لا يغطيه العمل العربى المشترك، وتقوم عليه مؤسسة عربية تتبع الجامعة تحفل بالخبرات والكوادر الفنية فى هذا المجال إضافة إلى جهاز إدارى ينظم العمل العربى المشترك، وربما لهذا السبب طلب الأمين العام للجامعة العربية أن يسبق انعقاد القمة فى تونس هذا العام مؤتمر ومعرض للعمل العربى المشترك يسلط الضوء على هذا الجهد المهم الذى تبذله الجامعة العربية، ولا يكاد يصل إلى المواطن العربي.

وما من شك أن عدداً من مؤسسات العمل العربى المشترك فى مجالات بعينها قد أصبح بالفعل بمنزلة جهاز فنى متخصص يخدم العمل العربى المشترك فى أنشطة نوعية عديدة ويشكل مخزن خبرتها، ينظم تعاون الدول العربية فى هذه الأنشطة ويرسم لها خطط التعاون والتنسيق المشترك وصولاً إلى التكامل، ودراسة أسباب القصور وعوامل النجاح التى يمكن تعميمها، خاصة فى مجالات البنية الأساسية التى تخدم أكثر من بلد عربى مثل مشروعات الربط الكهربائى وشبكات الطرق والتواصل التى تربط بين دول الجوار العربي، وقضايا الأمن والإرهاب التى تتطلب من الجميع التعاون والتكامل وتبادل المعارف والمعلومات الذى يضمن يقظة أجهزة الاستشعار، وتحقيق أقصى درجات الأمن الوقائى التى تمنع الجريمة قبل وقوعها، لكن ما من شك أيضاً فى أن العديد من مؤسسات العمل العربى المشترك لا يكاد يشعر المواطن العربى بأثرها، ليس فقط لأنه لا يعلم ولا يتابع أو أن أجهزة الإعلام العربى لا تقوم بواجبها المهنى على النحو الأكمل، ولكن لأن ناتج هذه المؤسسات التى تكاد تكون مجرد لافتات وعناوين قومية بأكثر من أن تكون مؤسسات للعمل العربى المشترك لا تضيف الكثير إلى الجهد الوطني، ويزيد من تعقيد المشكلة قصور موازنة الجامعة العربية المحدودة، التى يذهب معظمها أجوراً ورواتب للعاملين، بحيث لا يبقى من هذه الموازنة ما يفى بمتطلبات تنمية العمل العربى المشترك فى هذه المجالات العديدة.

ولست أعرف إن كان اتساع نطاق العمل العربى المشترك ليشمل كل القضايا والمجالات ابتداء من الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم إلى تحسين سلالات الغنم والإبل والمحافظة على جودة الفستق الحلبى هو الطريق الصحيح لتحقيق التعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل فى العمل العربى المشترك، أم أن الأكثر جدوى أن تركز الجامعة العربية جهودها فى العمل العربى المشترك على عدد من التحديات الأساسية المهمة التى تواجه العالم العربي، مثل قضايا الأمن والإرهاب وقضايا التصحر والجفاف، وتحلية المياه، وتعزيز شبكات التواصل وإنشاء سكك حديد مشتركة، وتوسيع نطاق الاستفادة من خدمات الإنترنت فى قضايا التعليم، لكن الذى أعرفه على وجه اليقين أن توسيع نطاق العمل العربى ليشمل كل مناحى الحياة فى ظل قصور موازنة الجامعة العربية وعجزها عن تغطية متطلبات التطوير الحقيقى لهذه المجالات، قد لا يكون هو الحل الصحيح لضمان أن يستشعر المواطن العربى جدوى العمل العربى المشترك.

ولست أريد بذلك أن أنضم إلى جوقة هؤلاء الذين يشهرون بالجامعة العربية، وينكرون جدواها بل ويدعون بين الحين والآخر إلى إلغائها، لأن هؤلاء لا يريدون الخير لعالمنا العربى الذى يريدونه مفككاً مفتتاً، ولأن الجامعة العربية قدمت الكثير لعالمها العربى مع أنها ليست سوى جماع الإرادة السياسية لكل العرب، ولأن شهادة الحق تلزمنا الاعتراف بأن الجامعة العربية قد حققت الكثير فى عهد الأمين العام أحمد أبوالغيط الذى تولى أمر الجامعة فى أحلك أيام العرب، لكنه استطاع بدأب وصبر شديدين أن يعيد للجامعة العربية دورها الصحيح لتصبح واسطة العقد التى تعزز التضامن العربي، وتشكل إضافة قوة للموقف العربى وتسعى إلى استنهاض همة العرب من جديد.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدوى العمل العربى المشترك جدوى العمل العربى المشترك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon