توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وتزايد القتل الجماعى

  مصر اليوم -

ترامب وتزايد القتل الجماعى

بقلم - مكرم محمد أحمد

رغم الارتفاع المتزايد فى جرائم القتل الجماعى بالولايات المتحدة على امتداد العامين الماضيين، وعلى وجه التحديد منذ أن تولى الرئيس الجمهورى ترامب مقاليد البيت الأبيض، والتى كان آخرها سقوط 12 قتيلا فى حادث اقتحام ناد ليلى مكتظ فى منطقة لوس أنجلوس جنوب ولاية كاليفورنيا قبل يومين، والذى سبقه بعدة أيام سقوط 11 قتيلاً فى حادث الهجوم على معبد يهودى فى ولاية بنسلفانيا أثناء أداء صلوات السبت، بما يؤكد توسيع رقعة العنف وانعدام الأمن وعدم الاستقرار فى بلد يملك مواطنوه حق امتلاك جميع أنواع الأسلحة الفردية، ويكاد يكون الحصول فيه على بندقية أسهل من شراء زجاجة كولا، لا يزال الأمريكيون ينقسمون على أنفسهم فى محاولة تفسيرهم لأسباب انتشار حوادث القتل الجماعى كما هو حالهم إزاء الكثير من الظاهرات التى تنتاب المجتمع الأمريكى أخيرا، مثل انتشار جرائم الكراهية وزيادة حدة الصراعات الدينية والتمييز العرقى بين البيض والملونين، وتقول الإحصاءات أن حادث لوس أنجلوس الأخير هو الحادث رقم 374 منذ يناير الماضى، وأن عدد القتلى منذ هذا التاريخ بلغ 454 ، بينما ارتفعت أعداد الجرحى إلى 1401 جريح، وأن متوسطات جرائم القتل الجماعى تصل إلى 1.4 هجوم فى اليوم الواحد، وأنه فى يوم مشهود هو 21 أغسطس الماضى وقعت 8 هجمات، وأن جرائم القتل الجماعى تقع فى المدارس والجامعات والمعاهد العليا ودور العبادة على اختلافها، والأندية الليلية وحفلات سماع الموسيقى ودور السينما ومعسكرات الجيش وقواعده، وأن السبب الأول لهذا الانتشار المريع هو وجود بيئة حاضنة على أعلى مستويات صناعة القرار فى أمريكا تغذيها تصرفات الرئيس ترامب، وفى ظل هذه البيئة الحاضنة لا غرابة أن يعانى المجتمع الأمريكى وجود أعلى نسبة جريمة فى العالم. ويتهم معظم الأمريكيين جمعية البنادق أقوى جماعات الضغط داخل المجتمع الأمريكى التى تتمتع بدرجة عالية من النفوذ بين صناع القرار فى الولايات المتحدة، وتفوق التبرعات على المرشحين للكونجرس وسائر الوظائف العليا، وتفترس أى معارض يطالب بتقييد حق المواطنين الأمريكيين فى تملك السلاح بأنها تشكل أهم أسباب ارتفاع جرائم القتل الجماعى فى أمريكا، بينما تروج الجمعية لأن أسباب هذه الجرائم هو تراجع الصحة النفسية للمواطنين الأمريكيين وليس الترويج لكل أنواع الأسلحة، كما يرون أن اتساع مساحات العنف فى برامج التليفزيون وأفلام السينما وألعاب التسلية الإلكترونية تشكل أيضا سببا مهما لانتشار هذه الجرائم، إضافة إلى انتشار العقاقير والمنشطات والمنبهات التى تُحدث خللا فى توازن الشخصية، ويكاد الرأى الأمريكى ينقسم بين أغلبية صامتة أو غير نشيطة تعتقد أن تقييد حق امتلاك السلاح، ووضع بعض الضوابط على شرائه هو الحل الذى يمنع تزايد جرائم القتل الجماعى، وأقلية قوية النفوذ تعتقد أن المشكلة نفسية، وأن هذه الجرائم تحدث بسبب المرض النفسى الذى يصيب أفرادا داخل المجتمع يفتقدون القدرة على ضبط سلوكهم، بينما يؤكد غالبية علماء النفس أن 6 فى المائة فقط من حوادث القتل الجماعى يعود إلى المرض النفسى، وأن 96 فى المائة من حوادث القتل الجماعى يصعب تبريرها من علماء النفس، وأن أغلب الجرائم التى يرتكبها المرضى النفسيون تكون موجهة إلى ذويهم، كما أن دراسة تحليلية لما يزيد على 60 حادث قتل جماعى أجريت عام 2011 أكدت أن 6% فقط من منفذى هذه الحوادث يعانون أمراضا نفسية خطيرة أهمها الانفصام والاضطراب الوجدانى والذهان، وأنه ما لم يحدث نوع من تقييد شراء السلاح المتاح للجميع فى أمريكا دون أى شروط فسوف تتزايد جرائم القتل الجماعى.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكى ترامب جنح مرة إلى ضرورة فرض بعض الشروط على شراء السلاح بما يحول دون حصول بعض المشتبه بهم على إمكانية شرائه، وطلب نوعا من الاستقصاء المحدود عن طالبى الشراء يضمن معرفة الأمن لطبيعة هؤلاء الأشخاص فإنه سرعان ما تراجع عن قراره تحت ضغوط «جمعية البنادق» التى نجحت بنفوذها الضخم فى إسقاط أى شروط على امتلاك السلاح باعتبار أن ذلك يخالف دستور الولايات المتحدة.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وتزايد القتل الجماعى ترامب وتزايد القتل الجماعى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon