بقلم مكرم محمد أحمد
رغم محاولة المرشح الجمهورى ترامب ترميم حملته الانتخابية المتداعية واستبدال مسئوليها بعد التفوق الكبير الذى حققته المرشحة الديمقراطية هيلارى على مدى الاسابيع الاخيرة فى معظم الولايات الامريكية بنسب تتراوح ما بين 8و10%..، ورغم اتهام ترامب العلنى من دوائر اسلامية عديدة فى مدينة نيويورك بانه السبب وراء جريمة الاغتيال التى ارتكبها مواطن امريكى ضد امام مسجد منطقة كوين ومساعده، عندما اطلق النار عليهما من الخلف فى جريمة دافعها الوحيد الكراهية الدينية..،رغم جميع ذلك لايزال ترامب الذى يطالب بمنع هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة يصر على إصدار قانون عنصرى جديد يلزم كل مهاجر او زائر مسلم يريد المجيء للولايات المتحدة ان يرضخ لاستجواب عنصرى قسرى حول موقفه الدينى والايديولوجى واصوله الاجتماعية، بما يعيد الوضع فى الولايات المتحدة إلى ما كان عليه قبل منتصف القرن الماضي، عندما كانت قوانين الهجرة واحكام المحاكم تمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة باعتبارهم من الملونين الذين يشكلون خطرا على الهوية الامريكية والنوع الانساني!.
ومع الاسف استمرت هذه الاوضاع إلى حد انه لم يكن فى الولايات المتحدة اكثر من 200الف مسلم جميعهم من أصول افريقية أمريكية اعتنقت الاسلام رغم انهم جميعا من مواليد الولايات المتحدة، إلى ان اشتد الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى عقب الحرب العالمية الثانية كل منهما يحاول ان يوسع دائرة نفوذه، وظهر بترول الشرق الاوسط فى المنطقة العربية،الامر الذى الزم واشنطن ضرورة تغيير قوانين الهجرة والجنسية بما يسمح للمسلمين والعرب بدخول الولايات المتحدة لاول مرة باعتبارهم غير ملونين..، وطبقا لدراسة اخيرة فان عدد المسلمين فى الولايات المتحدة لم يتجاوز حتى عام 1971 مليون نسمة ارتفع الآن إلى حدود 8ملايين ليصبح فى جميع انحاء الولايات المتحدة مجتمعات اسلامية تضم ثلاثة أجيال متتابعة ولدوا جميعا هناك. ومع الاسف يتوهم ترامب انه يستطيع ان يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء ويمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة معتمدا على شعارات رنانة فات اوانها، فى الوقت الذى تؤكد فيه جميع الدراسات ان الجاليات المسلمة كانت عنصرا مهما فى تقدم الولايات المتحدة، امتدتها بكثير من الشخصيات المهمة التى أسهمت فى الارتقاء بالحياة الامريكية ولعبت دورا اساسيا فى تحديثها سواء فى مجالات العلوم والطب والتكنولوجيا أو فى مجالات ابداعية كثيرة يصعب إنكارها.