توقيت القاهرة المحلي 15:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المفتى بطيخ يربك المسلمين؟

  مصر اليوم -

المفتى بطيخ يربك المسلمين

بقلم : مكرم محمد أحمد

منذ أن أطلق الرئيس التونسى مبادرته حول المساواة بين المرأة والرجل فى الميراث، وحق المرأة التونسية المسلمة فى الزواج من أجنبى ، والعالم الإسلامى يفور بجدل واسع حول هاتين القضيتين خاصة بعد أن أعلن الأزهر الشريف على لسان شيخه الأكبر الإمام «أحمد الطيب» أن النصوص القرآنية فى هاتين القضيتين، واضحة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة لا يجوز فيها الاجتهاد ، بما يفيد أن اجتهاد الرئيس التونسى خاطئ لأن مدلوله تجاوز نصا قرآنيا صريحا لا مجال فيه لأى تأويل .. بل وصل الأمر إلى حد أن قادة جماعة الإخوان فى المهجر التركى سارعوا بتكفير الرئيس التونسى فى حماقة بالغة، رغم وجود حزب النهضة الذى يمثل جماعة الإخوان فى تونس ضمن التحالف الحاكم الذى يقوده الرئيس «السبسي»!

وفى تونس يحتدم النقاش الآن بين المؤسسات الدينية الرسمية ديوان الإفتاء والمجلس الأعلى وعلماء جامع الزيتونة، وبين الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدنى ومنظمات المرأة حول من له حق القول الفصل فى هذه القضية؟ ، الرئيس التونسى الذى لا يملك شرعية أن يصدر حكماً قاطعاً فى نص قرآنى لا مجال فيه للاجتهاد أم ديوان الإفتاء الذى يتولاه الشيخ «عثمان بطيخ» مفتى الديار التونسية الذى أصدر بيانا قبل أسبوع اعتبر فيه مبادرة الرئيس «السبسى» تدعيما لمكانة المرأة وضمانا لتنفيذ مبدأ المساواة بين المرأة والرجل الذى نادى به الدين الحنيف فى قوله تعالى(( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)).

لكن مشكلة المفتى «عثمان بطيخ» أنه كان قد أعلن قبل عام وفى يونيو عام 2016 على وجه التحديد أنه لا يجوز شرعاً المساواة فى الإرث بين المرأة والرجل ، حدث ذلك أمام إحدى لجان البرلمان التونسى التى كانت تناقش «منابات التخصيص فى الميراث».. ، وما يثير الدهشة أن المفتى «بطيخ» أكد أمام اللجنة البرلمانية أن النص واضح وشرعى ومحكم لا يجوز الاجتهاد فيه! كما أوصى اللجنة البرلمانية بعدم الخوض كثيرا فى هذه القضية لأنه يعطى للمتطرفين ذريعة اتهام تونس بالخروج على الشرع الحنيف!، ثم جاء بيان علماء جامع الزيتونة أكبر مرجعية دينية فى تونس الذى رفض رؤى رئيس الجمهورية واعتبرها مخالفة للشرع والدستور والقانون وتعاليم الدين الإسلامى ليضع الرئيس التونسى فى موقف بالغ الحرج، ويضع الشيخ «بطيخ» مفتى الديار التونسية فى موقف أشد حرجا!

ويزيد من تعقيد الصورة فى تونس ، ظهور فريق ثالث تحت اسم جمعية «الوعاظ والمؤدين» ترى أن المواريث فى الإسلام لم تقم على أساس الذكورة أو الأنوثة وإنما على ثلاثة مبادئ ، أولها درجة القرابة بين الوارث وصاحب الإرث ذكراً كان أو أنثى ، وثانيها موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال ، فالأجيال التى تستقبل الحياة نصيبها أكبر فى الميراث من الأجيال الأكبر سنا ، أما العامل الثالث فيتعلق بالعبء المالى الذى يوجبه الشرع على الوارث ، بما يمكن المرأة من أن ترث مثل الرجل وربما أكثر منه فى حالات بعينها!

ويبقى من هذه القضية التى أثارت جدلاً واسعاً فى العالم الإسلامى لم ينقطع حتى الآن سؤالان مهمان ، أولهما ما هو مصير الرئيس «السبسى» الذى أطلق مبادرة تخالف نصا قرآنيا قطعى الثبوت والدلالة لا يحتمل التأويل أو الاجتهاد ؟! وثانيهما ما هو مصير المفتى «بطيخ» الذى أفتى بالشيء ونقيضه فى قضية واحدة وفى غضون فترة زمنية لم تتجاوز العام؟!

أليس ذلك شيئاً مربكاً للمسلمين؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفتى بطيخ يربك المسلمين المفتى بطيخ يربك المسلمين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon