توقيت القاهرة المحلي 09:35:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعبة المزدوجة لحماس والجهاد!

  مصر اليوم -

اللعبة المزدوجة لحماس والجهاد

بقلم-مكرم محمد أحمد

عندما تأخذ مصر على عاتقها قضية المصالحة بين فتح وحماس، وإنهاء خلافات السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة فى الرئيس محمود عباس مع حماس فى قطاع غزة توحيداً للصف الفلسطينى, فى ظروف يتحتم فيها تحقيق وحدة الفلسطينيين وإلا باءت كل الجهود بالفشل، يصبح من مسئولية كل الأطراف الفلسطينية أن تأخذ نفسها بالشدة الواجبة، خاصة حماس التى تتحمل المسئولية المباشرة عن كل ما يجرى داخل القطاع من خروقات، وتتوقف كل الأطراف الفلسطينية عن هذه اللعبة المزدوجة، ولا تسمح حماس لتنظيم الجهاد شقيقها فى القطاع أن يطلق دون أى مسوغ حقيقى صواريخ إيرانية الصُنع على البلدات الاسرائيلية، أغلب الأمر أنها لا تحقق أى هدف ، وتسقط فى الأرض الفراغ دون إحداث أى أثر يُذكر، سوى التشويش على جهود مصر التى تتحرك فى هذا النطاق بناء على إلحاح الجانب الفلسطينى! وإذا كان صحيحاً أن تنظيم الجهاد هو الذى أطلق هذا الصاروخ الإيرانى الصنع، وأن حرس الثورة الإيرانية كان وراء عملية التصعيد الأخيرة يصبح ضرورياً أن يكون لمصر وقفة واضحة تمنع ازدواجية المواقف، خاصة أن مصر تعرف جيداً أن حماس هى التى تتحمل المسئولية كاملة، وقد كان فى وسعها أن تمنع إطلاق صاروخ الجهاد إذا أرادت، أو هذا على الأقل ما ينبغى أن يكون إن كانت حماس ترى بالفعل أن التهدئة تخدم أهدافها الراهنة وتُخفف خسائر الفلسطينيين، وهذا ما يبدو واضحاً فى مواقف حماس الأخيرة، عندما خففت من حشود المتظاهرين فى المنطقة العازلة ومنعتهم من الوصول إلى نقاط التماس مع القوات الإسرائيلية التى تقف جاهزة بقناصتها تطلق النار دون انتظار أوامر على الشباب الفلسطينى تُحطم عظام سيقانهم ليمتنع أى علاج سوى البتر.

وسواء كان اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية قد امتنع عن الذهاب إلى قطاع غزة رفضاً لهذه التصرفات الصغيرة, أو أنه كان مشغولاً برحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الخرطوم التى تمثل نقلة نوعية استراتيجية فى علاقات شعبى وادى النيل فإن المطلوب من اللواء عباس ألا يعاود جهوده فى قطاع غزة دون أن يكون هناك وضوح كامل يمنع هذه الألعاب الصغيرة، مؤكداً حقيقة أن المسئولية بأكملها تقع على عاتق حماس وحدها، لأن حماس تطالب بالتهدئة، فضلاً عن قدرتها على ضبط الأمور فى القطاع.

وما حدث بالفعل أن الإسرائيليين تلقفوا فرصة سانحة ومبررة لعقاب الشعب الفلسطينى، وبدأوا عملية قصف جوى واسعة النطاق شملت 80 هدفاً بينها مركز قيادة للعمليات وورش معروفة العنوان لتشغيل السلاح، وعمارة من أربعة طوابق معروف للجميع أنها تؤوى أطقم حماس الأمنية، وبين هذه المواقع الثمانين ثمانية مواقع لتنظيم الجهاد الذى أعلن بعد تمام قصفها التزامه بوقف إطلاق النار!، وما يدعو للأسف أن الصواريخ العشوائية التى يطلقها تنظيم الجهاد لم تحدث أى إصابة فى أى من البلدات الإسرائيلية التى سقطت عليها لأن معظمها سقط فى الأرض الخالية بينما يتصدى نظام دفاع صواريخ إسرائيل لمعظمها لحظة انطلاقها من غزة، وعلى امتداد الشهور الستة الماضية لقى قناص إسرائيلى مصرعه واحترق جزء من بيت إسرائيلى فى منطقة بئر سبع، بينما لقى أكثر من مائتى فلسطينى من غزة مصرعهم، ويعانى تنظيم الجهاد نقصا فادحا فى التمويل والسلاح. وبصراحة مُطلقة فإن المسئول الأول عن هذا الفشل هى حماس، لأن شرط المصالحة الأول هو عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة ليصبح هناك صوت واحد وقرار واحد وبندقية واحدة، أما هذه الفوضى وهذا التمزق فسوف تكون نتيجته المؤكدة المزيد من إضعاف حماس، والمزيد من إضعاف فتح، والمزيد من إضعاف الشعب الفلسطينى، مع إعطاء إسرائيل كل الذرائع التى تُمكنها من الإفلات من المسئولية.

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعبة المزدوجة لحماس والجهاد اللعبة المزدوجة لحماس والجهاد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon