بقلم - مكرم محمد أحمد
رغم أن التسوية السلمية التى تحقق وحدة اليمن تحت راية الشرعية الدستورية، وتمكن المدنيين من إنهاء حربهم الأهلية الطويلة ولملمة شمل بلادهم دون استبعاد أحد، التزاما بحق الجميع فى المواطنة دون تمييز بين سكان الشمال وسكان الجنوب، أو بين سكان السهل وسكان الجبل، أو بين الزيود والشوافع بحيث يصبح الحوثيون جزءاً من المكونات الأساسية للواقع اليمنى، رغم أن هذه التسوية السلمية تمثل الحل الأمثل للمشكلة اليمنية الذى ينهى نزيف الدم المتواصل، فإن تعنت الحوثيين يسد طريق السلام بالضبة والمفتاح ولا يدع فرصة للشعب اليمنى أن يلتقط بعض أنفاسه!.
وبرغم أن تحالف الدول المساندة للشرعية الدستورية الذى تقوده السعودية والإمارات يخوض معركة دفاع عن سلام اليمن وأمنه واستقراره، ويبدى رغبته فى الوصول إلى تسوية سياسية تلم شمل اليمنيين دون استبعاد أى من مكونات الشعب اليمنى، يصر الحوثيون على مواصلة حربهم بالوكالة عن إيران، هدفهم إنشاء تنظيم شيعى موال لإيران فى اليمن يماثل تنظيم حزب الله فى لبنان، ويتهمون تحالف الدول المساندة للشرعية الدستورية بقصف المدنيين اليمنيين جزافاً ويطلقون ما يزيد على 150 صاروخاً إيرانى الصنع على الأراضى السعودية فى نجران وجيزان، وصولاً إلى العاصمة الرياض ومواقع المقدسات الإسلامية فى مكة، بحيث لم يعد أمام قوى التحالف الذى تقوده السعودية والإمارات سوى مواصلة تحرير ما تبقى من أرض اليمن فى يد الحوثيين، والذى يقدره العسكريون بـ 20%من أرض اليمن بعد الهزائم المتكررة التى منى بها الحوثيون أخيراً فى مناطق لحج وصعدة وصرواح ونهم والبيضاء، والتى بلغت ذروتها فى مدينة الحديدة، الميناء الرئيسى لليمن حيث تمكنت قوات الجيش اليمنى من اختراق الميناء، وتخوض الآن معارك شرسة داخل المدينة لتحرير الميناء والمطار وباقى المدينة من سيطرة الحوثيين، وفى تقدير العسكريين أن تحرير مدينة الحديدة سوف يشكل متغيراً مهماً فى الحرب مع الحوثيين، وسوف يكون بمثابة ضربة قاصمة لأن الحديدة مدينة إستراتيجية تضم أهم ميناء يمنى للصادرات والواردات، فضلاً عن المصالح والمصانع ومراكز الخدمات والحقول الزراعية ومخازن الأسمنت الأكبر على مستوى اليمن، وثمة أنباء عن اختطاف الميليشيات الحوثية العديد من الصحفيين والسياسيين والأكاديميين فى المدينة، حيث بلغ عدد المعتقلين أخيراً ما يربو على 800 حالة اعتقال، فضلاً عن عملية إعاقة وصول مواد الإغاثة والإعانات إلى الأحياء الشعبية فى المدينة التى تفشى فيها وباء الكوليرا العام الماضى، ولا يزال أكثر من 15 فريقاً أصبحوا يعملون فى المدينة حتى لا تتكرر مأساة انتشار الكوليرا، وترفض الميليشيات الحوثية الانصياع لمطالب الأمم المتحدة بانسحاب الميليشيات العسكرية من الميناء والمدينة، وتسليم الميناء للأمم المتحدة لتجنيب المدينة ويلات حرب تدور من شارع إلى شارع لتحريرها من سيطرة الحوثيين.
وفى مؤتمر وزراء إعلام دول التحالف الذى حضره 12 وزيراً من دول دعم الشرعية الدستورية فى جدة، أكد وزير الإعلام السعودى د.عواد العواد ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية لإبراز مسعى السلام وجهود الإغاثة، وتعنت الحوثيين الذين يزجون بالأطفال فى حربهم ضد قوى التحالف، ويرفضون كل جهود التسوية السياسية، بحيث تصبح الرسالة الأساسية لدول دعم الشرعية رسالة سلام يرفضها الحوثيون بإصرار بالغ على مواصلة الحرب اليمنية، رغم حاجة الشعب اليمنى الملحة إلى السلام والأمن والاستقرار، بعد أن استنزفته الحروب الأهلية التى لا تزال مستمرة دون انقطاع منذ أن أطاحت الثورة اليمنية بحكم الإمامة قبل أكثر من 50 عاماً.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع