توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطراف مبتورة وأحلام محطمة!

  مصر اليوم -

أطراف مبتورة وأحلام محطمة

بقلم : مكرم محمد أحمد

 هذا هو عنوان صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية لتحقيقها الصحفى الشجاع عن استهداف القناصة الإسرائيليين سيقان المتظاهرين الفلسطينيين فى المنطقة الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل، فى سياسة واضحة المعالم أدت الشهر الماضى فقط إلى بتر سيقان 17 فلسطينياً، جميعهم من الشباب دون العشرين عاماً، ضرب القناصة الإسرائيليون سيقانهم بصورة مخططة جعل بتر الساق هو الحل الوحيد، لأن الأطباء فى قطاع غزة لا يستطيعون التعامل مع هذه الحالات, ولأن الإسرائيليين يرفضون نقل المصابين إلى الضفة الغربية أو إسرائيل حيث تتوافر إمكانات العلاج بصورة آمنة تمنع بتر الأعضاء!.

وبهذه الصورة الممنهجة أصيب منذ بدأت الإحتجاجات أكثر من 2200 فلسطينى بإصابات بالغة فى الساقين، وقال مدير منظمة هيومان رايتس، إن نشر القناصة الإسرائيليين والتخطيط الدقيق والأعداد الهائلة من الإصابات السفلية فى السيقان، يعكس سياسة إسرائيلية واضحة فى استهداف الأطراف، وطبقاً لما نشرته واشنطن بوست فإن العداء الفلسطينى علاء الدالى البالغ من العمر 19 عاماً والذى كان مؤهلاً للمنافسة فى بطولة الألعاب الآسيوية بُترت ساقه بعد أن أصيب برصاص القناصة فى منطقة الشريط الحدودي، وكذلك الشاب الفلسطينى محمد العجورى الذى يهوى العدو والحائز على الكثير من الميداليات، لكنه اضطر لأن يقبل ببتر ساقه عقب إصابته برصاص قناص إسرائيلى اخترق فخذه وحطم ساقه وحاول الأطباء علاجه دون جدوي، ويبدو أن قواعد الإشتباك التى أمر بها الجيش الإسرائيلى لا تعطى مهلة تحذير كافية

وقال صلاح حاج يحيى مدير القيادة المتنقلة لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، إن الأوضاع إذا استمرت على هذا النحو فإن معظم الإصابات سوف تؤدى إلى البتر، وقال شاب فلسطينى يبلغ من العمر 17 عاما ,نشرت الواشنطن بوست صورته إنه أصيب فى مظاهرة يوم 30 مارس حيث اخترقت الرصاصة قدمه اليمنى التى تم بترها إلى ما فوق الركبة، وعندما يتذكر الأوسمة التى فاز بها يشهق باكياً فوق سريره فى مخيم جباليا أنا سريع أحب الركض, وأنه ذهب إلى التظاهر لأنه كان تظاهراً سلمياً، لم يحمل المشاركون فيه أى سلاح، وقد أجرى له الأطباء العديد من الجراحات لإصلاح الأوعية الدموية واستعادة تدفق الدم وبعد خمس جراحات قاموا ببتر ساقه!.

وسجلت منظمة أطباء بلا حدود مستوى اكثر قسوة من تدمير العظام والأنسجة الرخوة وجروح هائلة الحجم يصل حجمها إلى مستوى قبضة اليد، بما يؤكد الحاجة الضرورية إلى مراجعة الأدلة وقواعد الاشتباك التى يستخدمها الجيش الإسرائيلي، ومعرفة طبيعة الطلقات التى يستخدمها القناصة التى تسمح بهذه الإصابات الجسدية البالغة التى يصعب أن تنشأ عن رصاص عادي, يؤدى إلى سحق العظام وتدميرها وقطع الأوردة وتمزيق الشرايين!، ووفقاً لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، فإن مبتورى الأطراف فى قطاع غزة لديهم خيارات ضيقة لإعادة التأهيل، فلا يوجد فى القطاع أطباء يمكنهم تعديل جذوات مبتورى الساقين لاستيعاب الأطراف الصناعية فضلاً عن النقص الحاد فى المواد الخام الذى يعانى منه مركز الأطراف الصناعية فى قطاع غزة القليل الإمكانات.

وتحاول إسرائيل إبراء ساحتها وتُحمل مُنظمة حماس كامل المسئولية عن هذه الأحداث, بينما تؤكد حماس أن جميع المسيرات كانت سلمية, وأن أحداً لم يرفع أى سلاح من المتظاهرين لكن الواضح لكل العيان أن إسرائيل نشرت فرق القناصة التى تتبع القوات الخاصة الإسرائيلية فى أماكن بعينها، وأعطتهم تفويضاً بالضرب فى المليان دون مهلة إنذار كافية، وربما تكون قد سلحت بعضهم ببعض الذخائر التى تسحق العظام ، بما يلزم المنظمات العربية وفى مقدمتها الجامعة العربية أن تلفت نظر المجتمع الدولى إلى مخاطر هذا التدبير العنصرى اللاإنسانى الذى ربما يدفع الشباب الفلسطينى الى استهداف سيقان الشباب الإسرائيلى باعتبار أن المعاملة بالمثل يمكن ان تُشكل رادعا يلزم الإسرائيليين ان يعيدوا النظر فى خططهم العنصرية القبيحة.

نقلا عن  الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطراف مبتورة وأحلام محطمة أطراف مبتورة وأحلام محطمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon