توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطراف مبتورة وأحلام محطمة!

  مصر اليوم -

أطراف مبتورة وأحلام محطمة

بقلم : مكرم محمد أحمد

 هذا هو عنوان صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية لتحقيقها الصحفى الشجاع عن استهداف القناصة الإسرائيليين سيقان المتظاهرين الفلسطينيين فى المنطقة الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل، فى سياسة واضحة المعالم أدت الشهر الماضى فقط إلى بتر سيقان 17 فلسطينياً، جميعهم من الشباب دون العشرين عاماً، ضرب القناصة الإسرائيليون سيقانهم بصورة مخططة جعل بتر الساق هو الحل الوحيد، لأن الأطباء فى قطاع غزة لا يستطيعون التعامل مع هذه الحالات, ولأن الإسرائيليين يرفضون نقل المصابين إلى الضفة الغربية أو إسرائيل حيث تتوافر إمكانات العلاج بصورة آمنة تمنع بتر الأعضاء!.

وبهذه الصورة الممنهجة أصيب منذ بدأت الإحتجاجات أكثر من 2200 فلسطينى بإصابات بالغة فى الساقين، وقال مدير منظمة هيومان رايتس، إن نشر القناصة الإسرائيليين والتخطيط الدقيق والأعداد الهائلة من الإصابات السفلية فى السيقان، يعكس سياسة إسرائيلية واضحة فى استهداف الأطراف، وطبقاً لما نشرته واشنطن بوست فإن العداء الفلسطينى علاء الدالى البالغ من العمر 19 عاماً والذى كان مؤهلاً للمنافسة فى بطولة الألعاب الآسيوية بُترت ساقه بعد أن أصيب برصاص القناصة فى منطقة الشريط الحدودي، وكذلك الشاب الفلسطينى محمد العجورى الذى يهوى العدو والحائز على الكثير من الميداليات، لكنه اضطر لأن يقبل ببتر ساقه عقب إصابته برصاص قناص إسرائيلى اخترق فخذه وحطم ساقه وحاول الأطباء علاجه دون جدوي، ويبدو أن قواعد الإشتباك التى أمر بها الجيش الإسرائيلى لا تعطى مهلة تحذير كافية

وقال صلاح حاج يحيى مدير القيادة المتنقلة لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، إن الأوضاع إذا استمرت على هذا النحو فإن معظم الإصابات سوف تؤدى إلى البتر، وقال شاب فلسطينى يبلغ من العمر 17 عاما ,نشرت الواشنطن بوست صورته إنه أصيب فى مظاهرة يوم 30 مارس حيث اخترقت الرصاصة قدمه اليمنى التى تم بترها إلى ما فوق الركبة، وعندما يتذكر الأوسمة التى فاز بها يشهق باكياً فوق سريره فى مخيم جباليا أنا سريع أحب الركض, وأنه ذهب إلى التظاهر لأنه كان تظاهراً سلمياً، لم يحمل المشاركون فيه أى سلاح، وقد أجرى له الأطباء العديد من الجراحات لإصلاح الأوعية الدموية واستعادة تدفق الدم وبعد خمس جراحات قاموا ببتر ساقه!.

وسجلت منظمة أطباء بلا حدود مستوى اكثر قسوة من تدمير العظام والأنسجة الرخوة وجروح هائلة الحجم يصل حجمها إلى مستوى قبضة اليد، بما يؤكد الحاجة الضرورية إلى مراجعة الأدلة وقواعد الاشتباك التى يستخدمها الجيش الإسرائيلي، ومعرفة طبيعة الطلقات التى يستخدمها القناصة التى تسمح بهذه الإصابات الجسدية البالغة التى يصعب أن تنشأ عن رصاص عادي, يؤدى إلى سحق العظام وتدميرها وقطع الأوردة وتمزيق الشرايين!، ووفقاً لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، فإن مبتورى الأطراف فى قطاع غزة لديهم خيارات ضيقة لإعادة التأهيل، فلا يوجد فى القطاع أطباء يمكنهم تعديل جذوات مبتورى الساقين لاستيعاب الأطراف الصناعية فضلاً عن النقص الحاد فى المواد الخام الذى يعانى منه مركز الأطراف الصناعية فى قطاع غزة القليل الإمكانات.

وتحاول إسرائيل إبراء ساحتها وتُحمل مُنظمة حماس كامل المسئولية عن هذه الأحداث, بينما تؤكد حماس أن جميع المسيرات كانت سلمية, وأن أحداً لم يرفع أى سلاح من المتظاهرين لكن الواضح لكل العيان أن إسرائيل نشرت فرق القناصة التى تتبع القوات الخاصة الإسرائيلية فى أماكن بعينها، وأعطتهم تفويضاً بالضرب فى المليان دون مهلة إنذار كافية، وربما تكون قد سلحت بعضهم ببعض الذخائر التى تسحق العظام ، بما يلزم المنظمات العربية وفى مقدمتها الجامعة العربية أن تلفت نظر المجتمع الدولى إلى مخاطر هذا التدبير العنصرى اللاإنسانى الذى ربما يدفع الشباب الفلسطينى الى استهداف سيقان الشباب الإسرائيلى باعتبار أن المعاملة بالمثل يمكن ان تُشكل رادعا يلزم الإسرائيليين ان يعيدوا النظر فى خططهم العنصرية القبيحة.

نقلا عن  الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطراف مبتورة وأحلام محطمة أطراف مبتورة وأحلام محطمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon