توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخروج من سوريا

  مصر اليوم -

الخروج من سوريا

بقلم : مكرم محمد أحمد

 لا يزال الرئيس الأمريكى ترامب راغبا فى الخروج من سوريا أو سحب قواته التى تضم ألفى جندى موجودين فى منطقة منبج رغم محاولات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إقناعه بالعدول عن ذلك، ورغم محاولات عدد من مستشاريه يرون أن انسحاب الولايات المتحدة الآن من سوريا سوف يؤدى إلى كارثة ضخمة، ويزيد من مشكلات الأمن الأمريكى ويُضعف استقرار الشرق الأوسط، لأن إيران سوف تتمكن من تمديد وتوسيع نفوذها ولأن تركيا ربما تواصل تهديداتها بزحف قواتها إلى منطقة منيع السورية لطرد قوات سوريا الديمقراطية المُشكلة أساساً من عدد من الميليشيات الكردية السورية، تحالفت مع القوات الأمريكية فى الحرب على داعش وأسهمت فى تحرير الأراضى السورية ابتداء من مدينة كوبانى فى أقصى الشمال إلى العاصمة الرقة إلى دير الزور، لكن الرئيس التركى يعتبرها خطراً على أمن تركيا ويصر على أنها مجرد امتداد لحزب العمال الكردستانى عدوه اللدود.

وقد انفجر الخلاف بين الرئيس ترامب وعدد من مستشاريه هذا الأسبوع، عندما وضح أن الرئيس ترامب غير راغب فى تصعيد خلافه مع موسكو أو مع الرئيس السورى بشار الأسد بعد الضربة التى وجهها هو وحليفاه فرنسا وبريطانيا إلى ثلاثة مراكز سورية اعتبرها ضالعة فى العدوان السورى الكيماوى على بلدة دوما، وأن الرئيس الأمريكى لا يزال يُصر على الخروج من سوريا بأسرع وقت رغم أن شركاءه فى سوريا سوف يعتقدون أن الولايات المتحدة خذلتهم وضربت بمصداقيتها عرض الحائط، وأن بشار الأسد سوف يواصل هيمنته على الداخل السورى فضلاً عن الاحتمالات المتزايدة بعودة نفوذ داعش إلى سوريا.

وثمة إشارات واضحة بأن جون بولتون مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب الجديد يحاول أن يجد صيغة وسط تجمع بين رغبة الرئيس الأمريكى الواضحة فى مغادرة سوريا وأهمية وجود سياسة أمريكية جديدة تبقى على بعض النفوذ وتخفف بعضاً من أعباء الكلفة السياسية والعسكرية الأمريكية تنقل جزءاً من هذه الأعباء إلى الدول العربية! بدعوى أن إيران تواصل بناء قواعد عسكرية جديدة لها فى سوريا وبناء ميليشيات شيعية تؤثر على مستقبل سوريا، فضلاً عن رغبة إيران فى أن يكون الطريق الذى يربطها بالبحر الأبيض مفتوحاً يملك حزب الله السيطرة على مفاصله الحيوية والاستراتيجية.

وتواجه خطط مستشار الأمن القومى الأمريكى الجديد جون بولتون صعوبات كثيرة أهمها صعوبة وجود قوات مصرية أو سعودية خارج أراضيها واحتلال القوات التركية منطقة عفرين السورية، وكثرة الأطراف الإقليمية الضالعة فى الشأن السورى وتضارب مصالح هذه الأطراف، وغياب توافق أمريكى روسى واضح على ضرورة إنهاء الحرب السورية رغم سقوط أكثر من نصف مليون سورى ضحايا لهذه الحرب المدمرة التى دمرت مدناً وحواضر سورية شكلت جزءا مهماً من الحضارة والتراث الثقافى العربى، فضلاً عن تهجير أكثر من 11 مليون سورى بينهم 6 ملايين لا يزالون خارج ديارهم يعانون أوضاعا إنسانية بالغة السوء، تلزم العرب على الأقل وقف هذه الكارثة الإنسانية والعمل على سرعة إنهاء الحرب السورية.

وتتوافق آراء كثير من مستشارى الأمن القومى الأمريكى على أن من مسئولية الولايات المتحدة الأساسية قبل الخروج من سوريا مواجهة النفوذ الإيرانى المتزايد والعمل على تقليص وجوده وعدم خذلان قوات سوريا الديمقراطية التى كان لها الفضل الأول فى هزيمة داعش، وتحصين سوريا من امكان عودة داعش حتى لو تطلب الأمر نوعاً من التهدئة مع روسيا وترك مصير الأسد لشعبه يتقرر فى انتخابات رئاسية جديدة تجرى تحت إشراف دولى بعد فترة انتقالية تقودها حكومة وحدة وطنية تشمل الحكم والمعارضة.

والواضح أن مساحة الخلاف المصرى السعودى حول القضية السورية تتلاشى باتفاق الطرفين على ضرورة توحيد المعارضة وإنهاء معاناة الشعب السورى والمعاونة فى إعادة إعمار سوريا، وإنجاز سلام حقيقى ينهى الحرب الأهلية ويضمن للشعب السورى أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وبقاء دولته الموحدة.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من سوريا الخروج من سوريا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon