توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكتوبر لا يزال يدهشنا !

  مصر اليوم -

أكتوبر لا يزال يدهشنا

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم مرور 44 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة لا يزال إحساس المصريين بالحدث العظيم طازجاً متجدداً ينبض بالقوة والعزم، يزداد كلما مرت السنوات ألقا وعظمة، وتفوح رائحته الزكية عبقرية وشموخاً، يكشف كل عام عن تفاصيل جديدة تثرى هذا الحدث العظيم الذى لا يزال يحفل بالدروس والعبر، يعلم الأجيال القادمة أن الإرادة القوية للرجال يمكن أن تعوض كل نقص بما فى ذلك نقص السلاح، وأن الفروق والمسافات والصعاب يمكن أن تختفى وتتلاشى متى توافرت العزيمة، وأن إرادة التحدى عند المصريين تنتصر على الموانع والصعاب متى تعلق الأمر بمصر أم الدنيا، نبع الحضارة التى ابتدعت الزراعة والإدارة والتنظيم والرى والفن والنحت والتاريخ والدين، أقدم الأوطان وأعظمها ومهد خير أجناد الأرض التى نظمت أول جيش فى التاريخ دفاعاً عن زمارها ومصالحها، البلد الفريد الذى يزرع فى قلوب أولاده عشق الموت والاستشهاد دفاعاً عن ترابه ! 

انظروا إلى هذا الشهيد الضابط الشجاع الذى حارب كل معارك مصر يتمنى الشهادة حباً فى تراب بلاده لكنها عزت عليه لتكون من نصيب ابنه ضابط الشرطة الذى استشهد فى العريش حرباً على الإرهاب، فإذا الأب يحسد الابن لان الابن نال ما لم يستطع الأب أن يناله، مات فداء لهذا الوطن العظيم، انظروا إلى هذا الطفل الصغير يصر على أن يرتدى حلته العسكرية يوم استشهاد والده ليودعه كما ينبغى أن يكون وداع البطل، انظروا كيف روى قائد الكتيبة التى دمرت طابور دبابات عساف ياجورى القائد الاسرائيلى الحكاية، وكيف لايزال وجهه يشرق بالفرحة بعد 44 عاماً من الحادث لان كتيبته دمرت فى أقل من ساعة 28 دبابة إسرائيلية . 

انظروا إلى هذه الزوجة الوفية تحكى عن زوجها البطل الذى يكتب مع مطلع كل يوم ضمن أوراق سيرته الذاتية أن الشهادة فى سبيل مصر هى أعلى مراتب الحياة، وهى نعمة يرجوها ويتمناها من الله رغم حبه الشديد لأولاده ، انظروا لهذا النوبى البطل الذى تسلم من الرئيس عبدالفتاح السيسى جائزة نجمة سيناء لان الرئيس السادات استحسن فكرته فى أن تكون لغة بلاده النوبة هى اللغة التى يستخدمها سلاح الإشارة أيام الحرب المجيدة ، أنظروا لهذين المقاتلين محمد رمضان ومحمد احمد اللذين صعدا بدبابتهما فوق سيارة ارهابى أراد تفجيرها فى قول للشرطة، وأظن أن أروع ما قيل فى أكتوبر هذا العام ما قاله أمين عام الجامعة العربية احمد ابوالغيط وهو يرى أن 6 أكتوبر و 30 يونيو هما أعظم يومين فى تاريخ مصر، أولهما أعاد الأرض والعرض والكرامة والثقة بالنفس، والثانى استعاد مصر من غياهب حكم المرشد والجماعة ونقلها مصر من غياهب الظلام إلى حبور النور، ومن الضياع والتيه إلى مستقبل مشرق، وليت العرب تصلهم رسالة ابوالغيط وهو يذكرهم، كيف أسهموا وشاركوا فى مجد أكتوبر ليمزقوا أسطورة الجيش الذى لا يقهر ويعيدون إلى أمتهم الكرامة والثقة بالنفس، كما يذكرهم بأنه آن أوان لأن ننهض مما نحن فيه من تمزق وشتات.

وأظن أن السيدة الفاضلة جيهان السادات مست شغاف قلوب مصر كلها وهى تتحدث عن زوجها بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات وكيف كان يعانى صعوبة قرار الحرب فى هذه السنوات العجاف قلقاً مستمراً يعايشه ليل نهار، لا يتوقف عن التفكير فى تفاصيل المعركة قبل أن تبدأ، لكنه يخفى بدهاء عظيم هذا القلق خلف وجه شديد العزم مثل حجر الصوان شديد الإيمان بان الله سوف ينصره، وهى نفسها كانت بمستوى عظمة زوجها وهى تعايش الضباط والجنود فى المواقع والمستشفيات تحنو وتشد على يد الجميع. 

شكراً للرئيس عبدالفتاح السيسى لقد أعطانا بعد 44 عاماً من حرب أكتوبر المجيدة يوماً رائعاً مشحوناً بالوفاء والحب، دمعت فيه عيوننا كثيراً فرحاً بسيرة أبطالنا الشهداء، لكنه كان يوماً عسل، زاد من روعته احتفالنا على مسرح 6 أكتوبر بأبطال المنتخب الذين أعطوا المصريين فرحاً يستحقونه خفف عنهم بعض عناء الحياة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكتوبر لا يزال يدهشنا أكتوبر لا يزال يدهشنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon