مكرم محمد أحمد
أروع ما فى هذا المشروع الضخم انه مشروع دوار يتجدد على نحو مستمر مثل ماء النهر الذى يصعب ان تنزله مرتين، ولهذا السبب يتعجل الرئيس السيسى تنفيذه إلى حد اصراره على ان يتم بناء 400ألف وحدة فى غضون عام وهو امر معجز، خاصة اذا كان المطلوب أن يتجدد البناء على نحو مستمر لا يتوقف لتغطية احتياجات الاسر الجديدة وتحسين جودة اسكان من يشكون سوء السكني، إلى ان يتوازن العرض مع الطلب وتتحول الازمة إلى نظام يضمن لكل صاحب حق حقه فى الموعد المحدد، دون تدليس او كذب ودون تربح او رشوة او تجارة على حساب مصالح البسطاء.
لكن القائمين على تنفيذ هذا المشروع الدوار، واخص منهم وزير الاسكان الهمام الدكتور مصطفى مدبولي، احد كبار مخططى المدن فى عصرنا الراهن الذى يجمع بين القدرة العلمية ومهارات التطبيق العملي، اضافوا إلى المشروع بعدا حضاريا إنسانيا ارتقى بالمشروع ليصبح جزءا لازما من وظيفته الارتقاء بجودة حياة المواطنين، انطلاقا من رؤية صحيحة، ترى انه ما لم يسبق حسن التخطيط احتياجات الناس، فسوف نقع جميعا فريسة العشوائيات التى تضخمت وكبرت وحاصرت معظم المدن المصرية وتحولت إلى اوكار للعنف والجريمة والفساد، وما يدعو إلى الدهشة ان مشاكل العشوائيات ومحاولات اصلاحها اكثر كلفة وانفاقا من حسن التخطيط المسبق!.
لقد رأينا فى جولتنا على مشروع الاسكان الاجتماعى احياء فسيحة جاهزة للسكنى لا يخنقها الزحام تعلوها سماوات مفتوحة للافاق دون حواجز، يسهل ان نتصور جودة الحياة فى شوارعها وحدائقها ومنتدياتها وقد بلغت مستوى انسانيا وحضاريا، سوف يكون له اثره البالغ على اخلاق وصحة هذه المجتمعات الجديدة، التى لا أشك لحظة فى انها سوف تكون اكثر سعادة ورحابة وصحة لانه لاشىء اسوأ من اخلاق الزحام وجيرته.
ولهذا السبب يجسد هذا المشروع ما جاء فى الدستور الجديد من أن السكنى حق من حقوق الانسان المصري، والسكنى فى الدستور ليست مجرد اربعة حيطان ولكنها تعنى توافر الحد المعقول من الشروط الانسانية التى تضمن للانسان حياة اكثر جودة..، وهذا ما جعلنى بعد الزيارة اكثر تفاؤلا بعد جديد ووطن جديد وحياة جديدة للانسان المصرى اكثر رحابة ونظافة وجمالا...من فضلك ابتسم وتفاءل خيرا لان مشروع الاسكان الاجتماعى الضخم يستحق الابتسام والتفاؤل.